شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه.
أسماء الله وصفاته
23538 مشاهدة
قول أهل السنة في معنى الاستواء

فالحاصل أن أهل السنة ذكروا أن الاستواء كما أخبر الله تعالى خاص بالعرش، وأنه من أقوى الأدلة التي تدل على إثبات صفة العلو لله تعالى ولهذا ثقلت هذه الآية على المعتزلة حتى ذكروا أن الجهم مرة كان يقرأ عليه بعض تلاميذه، أو بعض من سمعه فيقول: لو أن لي قدرة لحككت هذه الآية من المصاحف؛ وذلك لأنها تهدم أصولهم لصراحتها، الله تعالى ذكر أنه بعد خلق السماوات والأرض، استوى على العرش كما يشاء مع أن العرش مخلوق من مخلوقاته .
قد ذكرنا اختلاف العلماء هل العرش مخلوق قبل القلم؟ والترجيح أن العرش أول المخلوقات فهو قبل القلم،وأن ابن القيم رجح ذلك في النونية في قوله :
والناس مختلفون فـي القلـم الـذي
كتب القضـاء بـه مـن الرحـمن
هل كان قبل العـرش أم هـو بعـده
قولان عنـد أبي العـلا الهمـداني
والحـق أن العــرش قبـل لأنــه
وقت الكتـابـة كـان ذا أركــان
ولقول الله تعالى: وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ أي: أن عرشه مخلوق قبل خلق السماوات والأرض. وسئل ابن عباس على أي شيء من ماء؟ فقال: على متن الريح، الله تعالى خلق الماء كما شاء، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ ويقدر على أن يثبت الماء كما يشاء؛ وإن لم يكن هناك ما يستقر الماء عليه، ولكن ابن عباس قال: على متن الريح، يعني: على هذا الهواء. ومعلوم أيضا أن العرش محيط بالمخلوقات لا يقدر قدره إلا الله تعالى، فهذا دليل أو نوع من الأدلة التي تثبت أن الله تعالى فوق عباده.