إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا logo إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.
shape
أسماء الله وصفاته
31607 مشاهدة print word pdf
line-top
قول أهل السنة في معنى الاستواء

فالحاصل أن أهل السنة ذكروا أن الاستواء كما أخبر الله تعالى خاص بالعرش، وأنه من أقوى الأدلة التي تدل على إثبات صفة العلو لله تعالى ولهذا ثقلت هذه الآية على المعتزلة حتى ذكروا أن الجهم مرة كان يقرأ عليه بعض تلاميذه، أو بعض من سمعه فيقول: لو أن لي قدرة لحككت هذه الآية من المصاحف؛ وذلك لأنها تهدم أصولهم لصراحتها، الله تعالى ذكر أنه بعد خلق السماوات والأرض، استوى على العرش كما يشاء مع أن العرش مخلوق من مخلوقاته .
قد ذكرنا اختلاف العلماء هل العرش مخلوق قبل القلم؟ والترجيح أن العرش أول المخلوقات فهو قبل القلم،وأن ابن القيم رجح ذلك في النونية في قوله :
والناس مختلفون فـي القلـم الـذي
كتب القضـاء بـه مـن الرحـمن
هل كان قبل العـرش أم هـو بعـده
قولان عنـد أبي العـلا الهمـداني
والحـق أن العــرش قبـل لأنــه
وقت الكتـابـة كـان ذا أركــان
ولقول الله تعالى: وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ أي: أن عرشه مخلوق قبل خلق السماوات والأرض. وسئل ابن عباس على أي شيء من ماء؟ فقال: على متن الريح، الله تعالى خلق الماء كما شاء، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ ويقدر على أن يثبت الماء كما يشاء؛ وإن لم يكن هناك ما يستقر الماء عليه، ولكن ابن عباس قال: على متن الريح، يعني: على هذا الهواء. ومعلوم أيضا أن العرش محيط بالمخلوقات لا يقدر قدره إلا الله تعالى، فهذا دليل أو نوع من الأدلة التي تثبت أن الله تعالى فوق عباده.

line-bottom