إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم.
أسماء الله وصفاته
25844 مشاهدة
بدعة الخوارج


ذكر العلماء أن أول البدع بدعة الخوارج، ولم ينقل أنهم أنكروا الصفات، وإنما بدعتهم أنهم فهموا من الأدلة التكفير بالمعاصي؛ فكانوا يجعلون الذنب كفرا، والعفو ذنبا، ولم ينقل عن متقدميهم أنهم أنكروا شيئا من أسماء الله تعالى ولا من صفاته؛ لا صفات ذاتية، ولا صفات فعلية، ثم بقي لهم الآن بقايا، منهم الإباضية الموجودون في دولة عُمان ولهم أيضا بقايا في بعض البلاد الإفريقية على هذا المعتقد إلا أنهم دخلوا في معتقد المعتزلة الذين ينكرون الصفات؛ فصاروا في الحقيقة معتزلة أو معطلة، زادوا على ما كان عليه أوائلهم من مسألة التكفير؛ ولكنهم أيضا تساهلوا في مسألة التكفير بالذنوب الذي كان عليه أوائلهم وقتال المسلمين .