اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.
أسماء الله وصفاته
25837 مشاهدة
بدعة الروافض


كذلك حدثت بعدهم بدعة الروافض الذين كان نشأتهم في العراق أولهم عبد الله بن سبأ والذي يقال له: ابن السوداء فهو الذي كان يهوديا، ثم إنه دخل في الإسلام تسترا ونفاقا، ولما رأى في الكوفة كثيرا من الذين يحبون عليا قال لهم: إن عليا إله؛ فاسجدوا له واعبدوه؛ فإنه إله يتصرف في الكون، فأطاعوه وانتحلوا هذه العقيدة؛ فلما رأى ذلك منهم علي رضي الله عنه أحرقهم كما اشتهرت القصة بذلك.
ثم حدث بعد ذلك فيهم الرفض الذي هو تكفير الصحابة رضي الله عنهم، والذي هو الطعن في القرآن، واتهام الصحابة بأنهم أخلوا به وأنهم كتموا منه أكثر من ثلثيه، وكذلك حدث منهم أيضا الغلو الذي هو عبادة علي وعبادة أئمتهم الذين يدعون أن الإمامة والولاية لهم، فجمعوا بين هذه المنكرات يعني متأخروهم، ثم إنهم أيضا انتحلوا بدعة المعتزلة في إنكار الصفات. فالموجودون الآن في داخل المملكة وأكثر من الموجودين بخارجها لا يقرون بالصفات؛ بل يجعلون القرآن مخلوقا وينفون أن يكون الله تعالى متكلما كما يشاء، وينفون أيضا صفة النزول والاستواء والعلو والرؤية وما أشبه ذلك، فجمعوا بين كونهم رافضة يعني: في بعض ما يتعلق بالصحابة وبين كونهم معطلة معتزلة، كما يصرحون بذلك في كتبهم وقد ناقشهم شيخ الإسلام ابن تيمية فقد جعل الرافضي الذي يتسمى بابن المطهر والذي ألف كتابا سماه منهاج الكرامة في إثبات الإمامة ورد عليه شيخ الإسلام في كتابه منهاج السنة النبوية، فإنه في المجلدين الأولين بحث مسألة الأسماء والصفات؛ مناقشة لهذا الرافضي الذي أنكر أسماء الله تعالى ودلالتها على صفات؛ متابعة للمعتزلة فأصبحوا معتزلة رافضة أي: جمعوا بين هذين الذنبين .