شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف
أسماء الله وصفاته
25842 مشاهدة
الذين أنكروا صفة القدرة لله تعالى

هذا الاسم الذي هو أن الله على كل شيء قدير يقر به المعتزلة؛ ولكنهم ينكرون أثره فيقولون: إن الله قدير بلا قدرة، كما يثبتون الأسماء وينفون دلالتها على الصفات مع أنها مشتقة منها؛ وذلك لأنهم يعتقدون أن كل صفة توجد في المخلوق فإثباتها للخالق تشبيه، كما ذكرنا في صفة العلم. فيقولون: الإنسان يوصف بأنه قادر يقال: هذا قادر على أن يصعد هذا الجبل، أو قدير على أن يهدم هذا الحائط، قدير أو قادر على أن يعمر هذا المسكن أو ما أشبه ذلك، وإن كانت قدرة المخلوق ضعيفة بالنسبة إلى قدرة الخالق مع أن قدرة المخلوق أيضا مسبوقة بقدرة الله تعالى، فادَّعوا أن من أثبت القدرة لله فقد شبه الله، والتشبيه تنقص عندهم؛ فلا يجوز عندهم هذا الإثبات، الذي هو إثبات هذه الصفات.
ولما أنهم نفوا قدرة الله على كل شيء؛ كان عندهم أن الله لا يقدر إلا على بعض الأشياء. ذكر العلماء أن هناك طائفة لا يثبتون قدرة الله إلا على بعض الأشياء؛ وهم الذين يقولون: إنه على ما يشاء قدير، وهذه العبارة على ما يشاء قدير عبارة منتقدة؛ وذلك لأنه يستعملها هؤلاء النفاة لعموم القدرة فيقولون: لا يقدر إلا على ما يشاء، فينفون قدرته على كثير من الموجودات. إنما يقدر على ما يشاء، ينبه عليها المشائخ والعلماء، والذين يستعملونها من أهل السنة يستعملونها عن حسن ظن، قد تسمعونها في تفسير ابن كثير إنه على ما يشاء قدير؛ ولكن عن حسن ظن وعن عدم انتباه لمن يستعملها، ينفي بها قدرة الله على كل شيء. فالصواب أن يقال: إن الله على كل شيء قدير، وأن تتجنب هذه العبارة الله على ما يشاء قدير؛ بل إنه قادر على كل شيء -صغير وكبير جليل وحقير-.
ودليل قدرته: أنه قدر على خلق هذه الأشياء مع صغرها وكبرها؛ فخلقه السماوات والأرض مع سعتها وما فيها من هذه الموجودات وهذه المخلوقات، وكذلك خلقه لهذه الحيوانات وإعطاؤه كل شيء خلقه، أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى دليل على واسع قدرته أنه قادر على كل شيء.