شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه
أسماء الله وصفاته
22814 مشاهدة
الذين أنكروا صفة القدرة لله تعالى

هذا الاسم الذي هو أن الله على كل شيء قدير يقر به المعتزلة؛ ولكنهم ينكرون أثره فيقولون: إن الله قدير بلا قدرة، كما يثبتون الأسماء وينفون دلالتها على الصفات مع أنها مشتقة منها؛ وذلك لأنهم يعتقدون أن كل صفة توجد في المخلوق فإثباتها للخالق تشبيه، كما ذكرنا في صفة العلم. فيقولون: الإنسان يوصف بأنه قادر يقال: هذا قادر على أن يصعد هذا الجبل، أو قدير على أن يهدم هذا الحائط، قدير أو قادر على أن يعمر هذا المسكن أو ما أشبه ذلك، وإن كانت قدرة المخلوق ضعيفة بالنسبة إلى قدرة الخالق مع أن قدرة المخلوق أيضا مسبوقة بقدرة الله تعالى، فادَّعوا أن من أثبت القدرة لله فقد شبه الله، والتشبيه تنقص عندهم؛ فلا يجوز عندهم هذا الإثبات، الذي هو إثبات هذه الصفات.
ولما أنهم نفوا قدرة الله على كل شيء؛ كان عندهم أن الله لا يقدر إلا على بعض الأشياء. ذكر العلماء أن هناك طائفة لا يثبتون قدرة الله إلا على بعض الأشياء؛ وهم الذين يقولون: إنه على ما يشاء قدير، وهذه العبارة على ما يشاء قدير عبارة منتقدة؛ وذلك لأنه يستعملها هؤلاء النفاة لعموم القدرة فيقولون: لا يقدر إلا على ما يشاء، فينفون قدرته على كثير من الموجودات. إنما يقدر على ما يشاء، ينبه عليها المشائخ والعلماء، والذين يستعملونها من أهل السنة يستعملونها عن حسن ظن، قد تسمعونها في تفسير ابن كثير إنه على ما يشاء قدير؛ ولكن عن حسن ظن وعن عدم انتباه لمن يستعملها، ينفي بها قدرة الله على كل شيء. فالصواب أن يقال: إن الله على كل شيء قدير، وأن تتجنب هذه العبارة الله على ما يشاء قدير؛ بل إنه قادر على كل شيء -صغير وكبير جليل وحقير-.
ودليل قدرته: أنه قدر على خلق هذه الأشياء مع صغرها وكبرها؛ فخلقه السماوات والأرض مع سعتها وما فيها من هذه الموجودات وهذه المخلوقات، وكذلك خلقه لهذه الحيوانات وإعطاؤه كل شيء خلقه، أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى دليل على واسع قدرته أنه قادر على كل شيء.