شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك.
الأجوبة الفقهية على الأسئلة التعليمية والتربوية
68085 مشاهدة
زيارة الموجه للمدرس وهو يمر بظروف صعبة


س4: وسئل -وفقه الله- بعض المدرسين يمر بظروف صعبة قد تؤثر على عطائه داخل الفصل عندما يقوم بشرح موضوع ما؛ كأن يكون مريضًا، أو به حالة نفسية، أو وفاة أحد أبويه أو أحد أولاده، ونحو ذلك؛ فهل يجب على من أراد زيارته، سواء الموجه أو مدير المدرسة والحال ما ذكر، أن يصرف النظر عن تلك الزيارة، ولا سيما إذا كان يترتب على تلك الزيارة تقييم؟ ولو أصر أحدهما على زيارته داخل الفصل وأعطاه تقديرًا غير مناسب، فهل هذا من الظلم؟
فأجاب: لا شك أن من وقعت له هذه الظروف التي تؤثر على سيْره في العمل أنه يستحق أن يخفَّف عنه من الحصص، حتى لا يزداد أمره صعوبة، فإن المرض البدني ينهك الأعضاء ويوهن القوى، فيلزم صاحبه الفراش غالبًا، ولا يتحمل أن يقوم بعمل التدريس كما ينبغي، وهكذا من وقعت له حالة نفسية بحيث يضيق صدره ولا ينطلق لسانه، فتراه دائمًا في هم وغم وكرب وبُعد عن الناس وضعف تحمل.
فأما موت أحد الأبوين أو الأقارب فإنه أمر عادي، ولو أصاب النفس شيء من الحزن والوهن فالغالب أن ذلك يكون في أول المصيبة ثم يحصل التسلي؛ فأرى أن يعطى مثل هذا راحة وإعفاء من العمل وقت العزاء، كيوم أو يومين، ثم يواصل عمله، فلو لم يطلب ذلك وعرف أنه سوف يقوم بإلقاء الدرس كالعادة فذلك هو الأولى.
أما بالنسبة للمريض فمتى التزم أن يقوم بعمله وعرف أن في إلقائه خللا وضعفًا في المعلومات وفي الشرح والتوضيح؛ فأرى ألا يُزار وقت إلقاء الدرس للتقييم ومعرفة إمكانية الاستفادة منه، ولا يمكن المدير ولا الموجه من زيارته داخل الفصل مخافة أن يكتب عليه تقييمًا خاطئًا، بل يؤخذ تقييمه من الطلاب الذين عرفوه أول العام قبل حدوث المرض؛ فإنهم ولا بد سوف يلاحظون فيه تغييرًا أو يظهر لهم الخلل في عمله، فعند ذلك يعطى راحة ولو قليلة، أو يسند إليه تدريس مواد سهلة لا يصعب إلقاؤها ولا تحتاج إلى تحضير واستعداد، حتى يزول ما به من المرض، والله الشافي.