اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) .    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.
الأجوبة الفقهية على الأسئلة التعليمية والتربوية
67797 مشاهدة
اشتغال المدرس وقت الفسحتين بأداء بعض العبادات


س43: وسئل -رعاه الله- بعض المدرسين يستفيد من وقته في الفسحتين وبين الحصص ما بين صلاة نافلة، أو قراءة القرآن، أو مطالعة لبعض الكتب النافعة في المكتبة، أو استرخاء قليل على الطاولة أو في المصلى من التعب الذي يناله من كثرة الحصص، فهل على المدرس حرج في ذلك؟
فأجاب: لا حرج عليه في ذلك؛ فإن عمله محدد الأول والآخر، وهو وقت إلقاء الدرس بعد أن استعد له وتأهب، وحضّر له قبل دخول الفصل أو في المنزل، فله بعد الفراغ من الدرس أن يريح نفسه في الفسح وفي أوقات فراغه بين الحصص؛ حيث إنه قد يحصل له تفرغ بين الحصص، فيتمكن من الخروج لقضاء حاجته، أو شراء شيء لنفسه أو لأهله، أو يجلس في مكتبة المدرسة أو في المصلى، فيشغل وقته بالمطالعة والمذاكرة والتحضير وقراءة القرآن وحفظ ما تيسر منه أو من الحديث، أو الاستفادة من كتاب أدب أو تأريخ ونحو ذلك، كما له أن يضطجع في المصلى أو في غرفة المدرسين؛ ليريح نفسه بعد تعب الإلقاء والإرهاق الذي يناله من كثرة الحصص وتواليها، فإن إرهاق النفس ربما أضعف المعلومات وأوقع المدرس في الخطأ والمخالفة الذي يضر الطلاب، أو يقل إنتاجه والاستفادة منه لعجزه وضعف بنيته وعدم تحمله لإلقاء الدرس كاملا.