شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.
الأجوبة الفقهية على الأسئلة التعليمية والتربوية
68079 مشاهدة
إهمال المدرس الذي يراقب على الطلاب في لجنة الاختبار


س 34: وسئل -رعاه الله- يكلَّف المدرس في الامتحان النهائي بملاحظة الطلاب في بعض اللجان، ونجد أن بعضهم لا يقوم بما أنيط إليه من عمل على أكمل وجه؛ فمدرس يجلس وغيره من الملاحظين قيام، وآخر يقرأ كتابًا أو رسالة أو نشرة وهو يلاحظ، وثالث يخرج من اللجنة بدون إذن من رئيس اللجنة، ورابع يتأخر عن اللجنة، وخامس يتبادل مع زميله الملاحظ الآخر كلامًا مما يشوش على الطلاب وهم يؤدون الامتحان، ونحو ذلك، فما نصيحتكم لمثل هؤلاء الملاحظين؟
فأجاب: مراقبة الطلاب حال الامتحان من واجب المدرسين ويتم توزيعهم من الإدارة، وعلى كل من أنيط به عمل في مراقبة أن يقوم بالواجب خير قيام؛ فيقف أمام الطلاب أو معهم بين الصفوف، أو ينتقل من جانب إلى جانب، ويحدق نظره إليهم، ويرهف سمعه نحوهم؛ وذلك أن البعض منهم ليس عنده ضمير ولا أمانة، فمتى غفل عنه المراقب اهتبل غفلته في نقله من زميله أو من ورقة أو من كتاب، أو همس بعضهم إلى بعض، أو مد بصره إلى جواب من أمامه أو من عن جانبيه، وذلك غش وخيانة؛ فعلى المراقب أن يكون حاضر السمع والبصر، منتبهًا لهم محافظًا على ما أؤتمن عليه، فلا يجلس مجلسًا تخفي عليه مجالس بعض الطلاب، فإن احتاج إلى الجلوس جلس على كرسي أو موضع مرتفع، وهكذا لا يشتغل بقراءة كتاب -ولو مصحفًا- إذا كان نظره إليه يشغله عن النظر إلى الطلاب.
وكذلك لا يخرج من موضع الاختبار حتى ينتهي، أو يستبدل من يحضر مكانه، كما لو احتاج إلى التخلي ونحوه، وهكذا يبادر الدخول في فصول الامتحان دون أن يتأخر عن الحضور، بحيث لا يفوته وقت من المراقبة.
وعلى المراقبين الإنصات والسكوت، ولا يتكلم أحد حال انشغال الطلاب بالكتابة؛ فإن ذلك مما يشوش عليهم، فإن احتاج إلى كلام خفض به صوته واقتصر على قدر الحاجة حتى يؤدي الأمانة إلى أهلها، والله أعلم.