إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع.
الأجوبة الفقهية على الأسئلة التعليمية والتربوية
67786 مشاهدة
لبس المدرس الثياب الشفافة وتحتها سراويل قصيرة


س 46: وسئل -رعاه الله- ما توجيهكم لبعض المدرسين الذين يلبسون ثيابًا شفافة وتحتها سراويلات قصيرة تصل إلى نصف الفخذ؟

فأجاب: عليكم نصحهم وبيان ما يترتب على ذلك من المنكر الذي هو ظهور شيء من العورة، فقد ورد في الحديث عن جرهد الأسلمي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- الفخذ عورة وقد ذكر العلماء أن حد عورة الرجل من السرة إلى الركبة، فواجب على المسلم أن يحرص على ستر عورته سواء في الصلاة أو خارجها، وذلك بارتداء اللباس الصفيق الذي لا يمثل حجم الفخذ ولا ترى منه العورة، وأن يتجنب الثياب الشفافة التي يرى من ورائها اللحم ويميز حجمه ولونه، فإن لم يتيسر له الثوب الساتر فلا بد من لبس سراويل غليظة ساترة إلى ما تحت الركبتين، وبذلك يحصل له الستر الكامل، ولا شك أن ظهور العورة وراء الثوب الخفيف يبطل الصلاة، ثم إنه يصير الإنسان مسخرة ومهزأة؛ حيث يتكلمون فيما يرونه من أعضائه، ويسخرون منه أو يقلونه، فعليه الإبعاد عن ما يسيء سمعته، والله أعلم.