الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك
حاجة البشر إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
91346 مشاهدة
العمل في المؤسسات التي فيها منكرات

وسئل الشيخ نفع الله بعلمه: ما حكم العمل في المؤسسات التي فيها منكرات شرعية ؟
فأجاب: المنكرات توجد في كل مؤسسة وفي كل الشركات الكبيرة غالبا. فلا تخلو مؤسسة من وجود من يتساهل بالصلاة، أو من يحلق لحيته، أو من يسبل في لباسه، أو من يشرب الدخان، أو يسمع الغناء، أو نحو ذلك من المنكرات، ولو قلنا: لا يجوز العمل في مثل هذا كله، لم يجد أصحاب الخير لهم مجالا يشتغلون فيه، وإن وجود أصحاب الخير، وأصحاب الدين وأصحاب الصلاح في أي مجال هو مما يخفف من الشر، لأن وجودهم يجعل في أصحاب هذه المنكرات شيئا من الإهانة والذل، والشعور أن هناك من ينكر عليهم تلك المنكرات، ومن يبين خطأهم، ويفند شبهاتهم، ونحو ذلك.
فإذا وجدت في عملك شيئا من المنكرات مثل الظلم، أو التبرج، أو وجود ظاهرة عدم النظام، أو ترك الصلوات، أو ما أشبه ذلك، أو وجود مبتدعة يعملون فيها من رافضة أو نحوها، فلا يترك لهم المجال، ولا تترك الشركة كلها لمثل هؤلاء، بل نزاحمهم، ونعمل فيها حتى يكون لنا مكانة، ويكون لنا ظهور، ويكون لنا معنوية، فيقل الشر، ويقوى الخير ويقوى أهله، وعلينا أن نحرص على تعلم العلوم كلها التي تتعلق بالدين والدنيا، وإذا تعلمناها، ونحن أهل عقيدة وصلاح ودين، وشغلنا الوظائف الحكومية بالعمل فيها فلن نترك مجالا ليتمكن الأشرار والمبتدعة فيها.
بخلاف ما إذا بقينا لم نتعلم هذه العلوم، ولو كانت دنيوية، ثم تولاها أولئك الأشرار، والمبتدعة، فإنهم يتحكمون فيها، ويولونها أصحابهم، ومن على نهجهم وعقيدتهم، فيكثر الأشرار، ويضعف الأخيار!
فمتى كان مدير المدرسة مثلا من أهل الشر أو البدعة، فإنه عادة لن يوظف فيها مدرسا إلا من كان على نهجه وشكله وعقيدته، وإن كان من أهل الخير فسح المجال لغيره من أهل الخير، وأدخلهم ومكن لهم وأبعد الأشرار عنها، وكذلك كل رئيس لدائرة؛ إذا كان صالحا فإنه يقرب أهل الخير، وأهل الصلاح، وإذا كان فاسدا ولَّى أهل الشر وأهل الفساد، وأبعد أهل الصلاح والإخلاص، وكذلك إذا تقدمت إلى عمل من الأعمال ومعك ما يؤهلك لذلك العمل ولم تقبل، فإن لك أن تراجع من هو فوق ذلك الذي ردك، وتذكر أنه ما قصد إلا إهانتك لأجل تمسكك وإخلاصك في عملك، ويدعي أنك ضد له، وأنك تعرقل سيره وعمله، فإذا شكوت إلى من فوقه، أو عرف أنك ستصل إلى الرئيس والوالي العام وتفضحه على تحيزه وتظهر المظلمة، فإنه سيخجل ويترك تشدده على من ليس على طريقته، ويتساهل في تقبل كل من تقدم للعمل ممن يحمل المؤهل المطلوب، ولو كان من أهل الخير والصلاح، فيكثر الصلاح، ويكثر أهله، والله أعلم.