الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. logo إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره.
shape
باب بدء الوحي من صحيح البخاري
79606 مشاهدة print word pdf
line-top
شرح حديث إنما الأعمال بالنيات

بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب بدء الوحي. قال الشيخ الإمام الحافظ أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري رحمه الله تعالى:
باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقول الله جل ذكره: إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ .
حدثنا الحميدي عبد الله بن الزبير قال: حدثنا سفيان عن يحيى بن سعيد الأنصاري قال: أخبرني محمد بن إبراهيم التيمي أنه سمع علقمة بن وقاص الليثي يقول: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه على المنبر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو إلى امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه .


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد: فأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم تعتبر من السنة ومن الشريعة التي بين الله تعالى بها وبكتابه ما كلف به العباد وما أمرهم به، أنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم هذا القرآن، ثم أمر محمدًا صلى الله عليه وسلم أن يبين للناس ما نزل إليهم قال الله تعالى: وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ فتعتبر الأحاديث النبوية بيانًا لما أجمل في القرآن؛ لأن القرآن فيه أحكام مجملة اشتملت السنة على إيضاحها وعلى بيانها .
مثل الصلاة ما ذكر في القرآن إلا بعض أجزائها كقوله: ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وقوله: وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ذكر القيام والركوع والسجود، ولم يذكر جلوس التشهد، ولم يذكر عدد السجدات، ولم يذكر عدد الركعات، ولم يذكر عدد الصلوات، فجاءت السنة ببيان ذلك مفصلا؛ فلأجل ذلك يهتم المسلمون بكتب السنة ويروونها ويعملون بها .
كان الصحابة رضي الله عنهم قد سمعوها ورأوها وشاهدوها فلم يحتاجوا إلى كتابتها لكونها كانت معلومة عندهم، وكان التابعون الذين هم أولاد الصحابة وتلامذة الصحابة تلقوها بالفعل عن النبي صلى الله عليه وسلم، فكانوا يعملون بها، وكانوا يشاهدون الصحابة الذين أخذوها بالفعل عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ثم حدث في القرن الثاني والثالث وما بعده من أدخل في السنة ما ليس منها، وروى أحاديث لا أصل لها، فاحتاج أولاد الصحابة أن يذكروا أسماء الرواة الذين نقلوا تلك الأحاديث، حتى يميزوا بين المقبول والمردود، رووها بالأسانيد أي: بالرجال، ولما كان في تلك الأسانيد من يقبل قوله ومن لا يقبل احتاج العلماء إلى أن ينتقوا الأحاديث الصحيحة برجال موثوقين.

line-bottom