باب بدء الوحي من صحيح البخاري
التحذير من التمدح بالعمل الصالح أمام الناس
...............................................................................
وكذلك أيضًا لا تتمدح أمام الناس بأعمالك فتقول: إني أصوم كذا من كل شهر ومن كل أسبوع تريد مدح الناس، إني تصدقت بكذا وكذا تريد مدح الناس، نيتك أن يمدحوك وأن يثنوا عليك، فإن هذا كله مما يحبط العمل ويفسد النية.
وكذلك أيضًا الذين يكثرون من الأعمال الصالحة مثلًا قد تبطل أعمالهم بهذه النية، مثل تكرار الحج إذا أصبح يتمدح إني حججت عشرين حجة واعتمرت خمسين عمرة أو ما أشبه ذلك قصده أن يمدح على ذلك، فإن هذا قد يحبط عمله، يجعل نيته لله تعالى سواء مدح أو ذم، وكذلك أيضًا الذين يقصدون بأعمالهم مصالح دنيوية قد تبطل أعمالهم إذا لم يقصدوا بها وجه الله تعالى.
ذكر الله عن أهل الجنة من أعمالهم كثرة الصدقات، وأنها لوجه الله أنهم يقول تعالى: رسم> وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ قرآن> رسم> هذه نيتنا رسم> لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا قرآن> رسم> فهذا دليل على حسن النية، وأنه سبب للأجر في الآخرة، وكذلك أيضًا قال الله تعالى: رسم> وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ قرآن> رسم> نيتهم بدعائهم غداة وعشيا صباحًا ومساءً وجه الله تعالى لا يريدون مدحًا ولا يريدون ثناء، نقول: إن الأعمال التي يعملها الإنسان في الدنيا صلاحها واستقامتها إنما هو بحسن النية، وبذلك يعرف أن النية هي مناط العمل، وأنها سبب في صلاحه أو فساده، فالإنسان عليه أن يحرص على إصلاح النية وعلى ألا يريد بها ما يفسدها.
مسألة>