جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة
باب بدء الوحي من صحيح البخاري
58626 مشاهدة
اهتمام الصحابة بالقرآن حفظا وتلاوة

...............................................................................


وكان صلى الله عليه وسلم يقرئه أصحابه ويثبته ويكرره عليهم، ويحثهم على حفظه أو حفظ ما تيسر منه، فمنهم من يحفظه كله، كما ذكر أنس أن هناك أربعة من الأنصار كلهم حفظوا القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم؛ حفظوه كله، وذكر منهم زيد بن ثابت الذي كان كاتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أيضًا من جملة الذين يحفظونه عبد الله بن عباس فإنه كان من حفظة القرآن ومن حملته، كذلك أيضًا كان من جملة حفظته سالم مولى أبي حذيفة، فهؤلاء كانوا يحفظونه ويقرءونه، وكذلك أيضًا غيره، غير هؤلاء كثير ممن كانوا يهتمون بقراءته ويحفظونه، يتلقونه من النبي صلى الله عليه وسلم ويحفظونه لما وهبوا من الحفظ ومن الفهم.
ومع ذلك كان كثير منهم يكتب الآيات التي لا يحفظها، فكانوا يكتبها بعضهم في لوح من خشب، وبعضهم يكتب في كتف يعني كتف البعير ونحوه إذا لم يجدوا أوراقًا- وبعضهم يكتب في حجارة ملساء، وغير ذلك مما يكتبون فيه، يكتبونه لأجل الحفظ، فإذا حفظوه غسلوه وكتبوا غيره.