باب بدء الوحي من صحيح البخاري
حول إسناد حديث إنما الأعمال بالنيات
...............................................................................
ثم إنه ابتدأ كتابه بهذا الحديث العظيم الذي هو حديث الأعمال بالنيات؛ وذلك لأن كثيرًا من العلماء ذكروا فضله حتى قال بعضهم: لو كتبت كتابًا لجعلت حديث الأعمال بالنيات في أول كل باب. انفرد البخاري اسم> بين أهل زمانه بتصدير كتابه بهذا الحديث، وتبعه بعد ذلك من بعده كثير من العلماء كالنووي اسم> في رياض الصالحين، والمقدسي اسم> في عمدة الأحكام وغيرهما، ورواه بإسناده الصحيح، فشيخه عبد الله بن الزبير اسم> ويقال له: الحميدي اسم> هذا من علماء الحديث، وله مسند مطبوع مسند الحميدي اسم> رتبه على أسماء الصحابة رواه عنه البخاري اسم> وغيره، فيه أحاديث منتقاة.
شيخه سفيان اسم> أي سفيان بن عيينة اسم> من علماء الحديث من أهل مكة اسم> مشهور بعلم الحديث وبروايته أدرك التابعين، روى عن الزهري اسم> وغيره من التابعين، وهو من المكثرين للحديث، شيخ سفيان اسم> هو من صغار التابعين يحيى بن سعيد الأنصاري اسم> الذي انفرد بهذا الحديث، وشيخه الذي هو محمد بن إبراهيم التيمي اسم> من التابعين أيضًا، وشيخه علقمة بن وقاص اسم> من التابعين أيضاً روى هذا الحديث عن عمر اسم> .
وذكر أنه سمعه يخطب به على المنبر فحفظه، ولم يروه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا عمر اسم> وما رواه عن عمر اسم> إلا علقمة اسم> وما رواه عن علقمة اسم> إلا التيمي اسم> وانفرد يحيى بن سعيد اسم> عن التيمي اسم> بروايته، ثم إنه انتشر عن يحيى اسم> ذكروا أنه رواه أكثر من مائتين، وقيل: وصلوا إلى سبعمائة؛ لذلك اشتهر.
فكان من جملة من رواه الأئمة المشاهير الذين اشتهروا برواية الأحاديث مثل: شعبة بن الحجاج اسم> وسفيان الثوري اسم> وسفيان بن عيينة اسم> وحماد بن زيد اسم> وحماد بن سلمة اسم> ومالك بن أنس اسم> والأوزاعي اسم> والليث اسم> وغيرهم، توافدوا على يحيى اسم> لما حدث بهذا الحديث، ورووه واشتهر وأصبح متواتراً عن يحيى اسم> وإن كان في الأول يعتبر فردا.
مسألة>