الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك logo الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف
shape
باب بدء الوحي من صحيح البخاري
74438 مشاهدة print word pdf
line-top
مكانة السنة واهتمام الأمة بها

بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب بدء الوحي. قال الشيخ الإمام الحافظ أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري رحمه الله تعالى:
باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقول الله جل ذكره: إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ .
حدثنا الحميدي عبد الله بن الزبير قال: حدثنا سفيان عن يحيى بن سعيد الأنصاري قال: أخبرني محمد بن إبراهيم التيمي أنه سمع علقمة بن وقاص الليثي يقول: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه على المنبر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو إلى امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه .


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد: فأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم تعتبر من السنة ومن الشريعة التي بين الله تعالى بها وبكتابه ما كلف به العباد وما أمرهم به، أنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم هذا القرآن، ثم أمر محمدًا صلى الله عليه وسلم أن يبين للناس ما نزل إليهم قال الله تعالى: وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ فتعتبر الأحاديث النبوية بيانًا لما أجمل في القرآن؛ لأن القرآن فيه أحكام مجملة اشتملت السنة على إيضاحها وعلى بيانها .
مثل الصلاة ما ذكر في القرآن إلا بعض أجزائها كقوله: ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وقوله: وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ذكر القيام والركوع والسجود، ولم يذكر جلوس التشهد، ولم يذكر عدد السجدات، ولم يذكر عدد الركعات، ولم يذكر عدد الصلوات، فجاءت السنة ببيان ذلك مفصلا؛ فلأجل ذلك يهتم المسلمون بكتب السنة ويروونها ويعملون بها .
كان الصحابة رضي الله عنهم قد سمعوها ورأوها وشاهدوها فلم يحتاجوا إلى كتابتها لكونها كانت معلومة عندهم، وكان التابعون الذين هم أولاد الصحابة وتلامذة الصحابة تلقوها بالفعل عن النبي صلى الله عليه وسلم، فكانوا يعملون بها، وكانوا يشاهدون الصحابة الذين أخذوها بالفعل عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ثم حدث في القرن الثاني والثالث وما بعده من أدخل في السنة ما ليس منها، وروى أحاديث لا أصل لها، فاحتاج أولاد الصحابة أن يذكروا أسماء الرواة الذين نقلوا تلك الأحاديث، حتى يميزوا بين المقبول والمردود، رووها بالأسانيد أي: بالرجال، ولما كان في تلك الأسانيد من يقبل قوله ومن لا يقبل احتاج العلماء إلى أن ينتقوا الأحاديث الصحيحة برجال موثوقين.

line-bottom