إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة logo    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية.
shape
باب بدء الوحي من صحيح البخاري
74422 مشاهدة print word pdf
line-top
التحذير من ترك العمل خشية الرياء

...............................................................................


الله تعالى أعلم بما في القلوب، يعلم النيات، والناس لا يدرون ما نيتك، فإذًا أصلح نيتك التي في قلبك، وإذا أصلحتها فلا يهمك أن مدحك الناس أو ذموك، فإن الله يحاسبك على ما في قلبك من النية، وأما ما يذكر بعض الناس أنه يترك بعض العمل، يأتيه الشيطان ويقول: إنك ترائي، إن نيتك مدح الناس، إنك تُحَسِّن عملك لأجل أن يمدحوك.
فالجواب أن نقول: لا يجوز له ذلك، أي لا يجوز له أن يترك العمل لأجل الناس، بل يعمل العمل لوجه الله، ولا يزيد فيه لأجل الناس، ولا يحسنه لأجل الناس، بل يكون عمله في حالة الخلوة كعمله في حالة العلانية، لو صليت مثلًا والناس ينظرون إليك تجعل صلاتك مثل صلاتك خاليًا، لا تزد فيها لأجل الناس، ولو تصدقت والناس ينظرون لا تزد في صدقتك لأجل مدح الناس، بل عليك أن تتصدق بالصدقات التي تصدق بها وأنت خفي وأنت في مكان خال، لا تفرق بين كونك خاليًا وبين كونك أمام الناس، اجعل نيتك وجه الله تعالى.

line-bottom