باب بدء الوحي من صحيح البخاري
موقف هرقل من كتاب النبي صلى الله عليه وسلم
...............................................................................
والحاصل أنه صلى الله عليه وسلم لما كتب هذا الكتاب إلى ملك الروم، فملك الروم احترم الكتاب.. ما مزقه كما فعل ملك الفرس، بل احترمه، ثم أراد أن يسأل: هل هناك أحد يعرف هذا الرجل الذي أرسل إلينا هذا الكتاب؟ والذي يدعي أنه نبي، فصادف في تلك الأيام أبا سفيان اسم> ومعه قوم من قريش جاءوا إلى الشام اسم> إلى إيليا اسم> إيليا اسم> هي فلسطين اسم> وبيت المقدس اسم> وما حوله كان اسمه قيصر اسم> الذي هو ملك الروم، فكان في إيليا اسم> ويسميها اليهود أورشاليم اسم> فلما ذُكِرَ له أبو سفيان اسم> ومن معه، وأنهم من قريش، ومن أهل مكة اسم> استحضرهم، واستدعاهم ليسألهم عن أمر هذا النبي، أو هذا الذي يدعي أنه نبي.
في هذه القصة أنه لما استحضرهم سألهم بواسطة الترجمان، كانت لغتهم عِبْرِيَّةً، ولكن عنده ترجمان يعرف العربية، فسأله.. سأل القوم: أيكم أقرب نسبًا بهذا الرجل الذي يدعي أنه نبي، كان أقربهم أبا سفيان اسم> يجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في عبد مناف اسم> لأن أبا سفيان اسم> اسمه صخر بن حرب بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف اسم> النبي صلى الله عليه وسلم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف اسم> .
فلما قال أبو سفيان اسم> أنا؛ كان أقربهم، أجلسه قريبًا منه، وأجلس رفقته خلفه، وقال لهم بواسطة الترجمان: إني سائل هذا الرجل، إني سائل أبا سفيان اسم> عن محمد اسم> الذي يدعي أنه نبي، فإن كذبني فَكَذِّبُوه.
عرف أن أبا سفيان اسم> كان مخالفًا لدين النبي محمد اسم> صلى الله عليه وسلم، وأنه يمكن أن يكذب، ويجيب بجواب غير صحيح، أبو سفيان اسم> التزم الصدق، والحق ما شهدت به الأعداء، وما حمله على الصدق إلا مخافة أن يكذبوه، أن يكذبه الذين هم رفقته، وأن يقولوا كذب، والكذب عندهم عيب، ونقص، فالْتَزَمَ الصدق في هذه الأسئلة.
مسألة>