الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه logo الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم.
shape
باب بدء الوحي من صحيح البخاري
91488 مشاهدة print word pdf
line-top
نبذة عن الإمام البخاري وكتابه الصحيح

...............................................................................


فكان من أولئك المؤلفين البخاري رحمه الله اسمه محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه البخاري الجعفي جده الأقصى اسمه بردزبه فارسي أسلم على يد رجل من بني جعف، فصار يسمى الجعفي لكونه اهتدى على يديه. أما البخاري فإنه من حفظة الحديث ومن أئمته، ولد سنة مائة وأربع وتسعين، ومات سنة ست وخمسين ومائتين، انتقى هذه الأحاديث بأسانيده، واختار الرجال الذين يثق بهم، واختار مشاهير المحدثين وصار صحيحه أقوى الكتب وأفضلها وأصحها حتى قال فيه بعضهم:
صحيـح البخـاري لـو أنصفـوا
لمـا خـط إلا بـمـاء الـذهـب
يعني من قوة أسانيده وانتقائه للأحاديث.
وذكروا أنه يحفظ مائة ألف حديث صحيح، ومائتي ألف حديث غير صحيح، ولكنه يعد الحديث الواحد عشرة أحاديث أو عشرين بحسب طرق الحديث ورواياته، وكذلك أيضًا يعد الآثار التي عن الصحابة وعن التابعين فيحسبها أحاديث؛ لذلك وصل العدد الذي هو صحيح إلى مائة ألف.
أما كتابه هذا فحسب الإحصاء مع تكرار ما فيه بلغ سبعة آلاف وزيادة، ومع عدم التكرار ذكروا أنه نحو ألفين وسبعمائة وزيادة، بدون تكرار وبدون ذكر الآثار، الآثار التي فيه عن الصحابة رضي الله عنهم أو عن التابعين.

line-bottom