باب بدء الوحي من صحيح البخاري
بيان معنى الهجرة وفضل المهاجرين
...............................................................................
وحديث عمر اسم> هذا يقول فيه: رسم> إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى متن_ح> رسم> في هذا الحديث في هذه الرواية رسم> فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه متن_ح> رسم> .
وذلك لأن الهجرة عمل شريف، الهجرة هي الانتقال من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام فرارًا بالدين ، الصحابة رضي الله عنهم الذين في مكة اسم> آذاهم المشركون فانتقلوا أولًا إلى الحبشة اسم> ليتعبدوا هناك وبقوا مدة وهم يتعبدون في الحبشة اسم> ثم رجع بعضهم إلى مكة اسم> ثم هاجروا وهاجر الباقون إلى المدينة اسم> فتركوا أموالهم وبلادهم وديارهم وأقاربهم كل ذلك لأجل الفرار بالدين، فصارت الهجرة عملاً صالحًا عملًا مبرورًا يثاب عليه مع الاحتساب، ومعنى ذلك: أن من هاجر لأجل أن يفر بدينه فإن له أجره على هذه الهجرة.
ولذلك يقدم الله تعالى ذكر المهاجرين على الأنصار في قوله تعالى: رسم> لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا قرآن> رسم> وفي قوله تعالى: رسم> وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ قرآن> رسم> وفي قوله تعالى: رسم> لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ قرآن> رسم> فقدم المهاجرين، وقال تعالى: رسم> لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا قرآن> رسم> يعني أنهم أفضل رسم> لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا قرآن> رسم> يعني الأولون الذين أنفقوا قبل الفتح أفضل من الذين تأخروا .
ولما كان كذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم من المهاجرين ويقول: رسم> لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار متن_ح> رسم> يعني لولا أنني أرجو الأجر بالهجرة وأرجو الثواب بها لتسميت بأني من الأنصار وذلك لشرفهم، ولكنه لا يريد إبطال أجره بالهجرة التي هي عمل صالح يحتسبه عند الله سبحانه وتعالى، فهذا ونحوه دليل على أن الهجرة عمل صالح؛ فلأجل ذلك مثل بهذه الهجرة مثل بها في هذا الحديث، روي في بعض الأحاديث رسم> أن رجلاً هاجر ليتزوج امرأة يقال لها أم قيس اسم> فكانوا يسمونه مهاجر أم قيس اسم> رسم> فلذلك جاء الحديث بالتمثيل بهذه الهجرة؛ يعني أن الإنسان إذا انتقل من بلد إلى بلد فإن كان قصده أن يهرب بدينه من الفتن فإن أجره كبير، وإن كان قصده أن يحصل على وظيفة، أو يحصل على تجارة يرغبها، أو يحصل على نكاح امرأة يتزوجها فليس له أجر هذا الانتقال، وإنما يكون أمرًا عاديًا ليس له عليه ثواب عند الله تعالى، كالذي يتحول من منزل إلى منزل لبعض المناسبات.
الهجرة مشتقة من الهجر كأن المهاجر هجر بلده التي كان فيها يعني مقته وتركه وأبغضه وانتقل منه، ويدخل في ذلك كل من هجر ما نهى الله عنه ورد أيضًا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رسم> المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه متن_ح> رسم> هكذا المهاجر يعني الذي يصدق عليه أو يريد أن يكون مهاجرًا من هجر المعاصي ومقتها ، فالهجر هو بغض الشيء وتركه ومنه هجر الإنسان لغيره ورد النهي عنه في قوله صلى الله عليه وسلم: رسم> لا تباغضوا ولا تدابروا ولا تهاجروا رسم> يعني لا يهجر أحدكم أخاه، وورد أيضًا قوله صلى الله عليه وسلم: رسم> لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث متن_ح> رسم> يعني أكثر من ثلاثة أيام لأجل أمر دنيوي رسم> فيلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام متن_ح> رسم> فأخبر بأنه لا يجوز أن يهجر المسلم أخاه لأجل أمر دنيوي.
ذكر النووي اسم> لما شرح هذه الأحاديث ذكر في شرح هذه الكلمة قال: إن رجلًا هجر أخاه أكثر من ثلاث لأجل أمر دنيوي، فكتب المهجور إليه ينصحه بأبيات يقول فيها :
يـا سـيدي عنـدك لـي مظلمـة | فاسـتفت فيهـا ابـن أبـي خيثمـة اسم> |
فـإنــه يـرويــه عـن جـده | مـا قـد روى الضحـاك اسم> عن عكرمة اسم> |
عـن ابـن عبـاس اسم> عن المصطفى | نبينـا الـمـبعـوث بالـمـرحمـة |
أن صـدود الإلـف عـن إلـفـه | فــوق ثــلاث ربـنــا حـرمه |
مسألة>