تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. logo لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير
shape
باب بدء الوحي من صحيح البخاري
90694 مشاهدة print word pdf
line-top
جمع القرآن في عهد الصديق

...............................................................................


توفي النبي صلى الله عليه وسلم والحفظة كثير، حفظة القرآن؛ حفظة هذا الوحي، في السنة الأولى بعد موته يعني في سنة إحدى عشرة كانوا متوافرين؛ كثير، ثم إنهم غزوا في سبيل الله تعالى، ولما غزوا ففي غزوة اليمامة التي قاتلوا فيها مسيلمة ومن معه قتل خمسمائة كلهم من القراء، خمسمائة مما يدل على اهتمام الصحابة بالقرآن، خمسمائة كلهم من حملة القرآن وحفظته، ولما رأى عمر رضي الله عنه أن القتل استحر بالقراء خاف أن يضيع من القرآن شيء بموت حملته، فأشار على أبي بكر رضي الله عنه أن يكتب القرآن حتى لا يفقد منه شيء، فلما أشار عليه كأنه قال: إن هذا شيء ما كتبه النبي صلى الله عليه وسلم. يعني: ما أمر بكتابته متواليًا، ولكن طمأنه عمر وأشار إليه حتى اطمأن لذلك وحتى وافق عليه.
ثم إنه استدعى كاتب النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو زيد بن ثابت فقال له: إن هذا -يعني عمر - أشار عليَّ أن أكتب القرآن حتى لا يضيع منه شيء، وإنك شاب كنت تكتب للنبي صلى الله عليه وسلم؛ فاكتب القرآن. استثقله زيد وقال: لو حملوني نقل جبل لكان أخف علي. ولكن التزم بذلك، وأحضروا له أوراقًا وصحائف، فكان يكتبه؛ يتتبعه وكان يحفظه، هو من جملة الحفظة ولكنه مع ذلك يتتبعه من القراء، ويتتبعه من الذين عندهم أوراق مكتوب فيها أو ألواح أو حجارة أو نحو ذلك يكتبون فيها، يقول: فكنت أتتبعه حتى كتبته كله. يعني كتبه بأمر أبي بكر في صحف حتى لا يفقد منه شيء؛ مع أنهم يحفظونه، زيد يحفظه، وكذلك عمر وكذلك أبو بكر والخلفاء كلهم يحفظونه؛ لأن الله تعالى وهبهم الحفظ، وأعطاهم ذكاء وقوة إدراك، فكلهم يحفظونه، ولكن خشية أن يفقد منه شيء بموت حفظته كما مات أولئك الذين قتلوا في اليمامة والذين هم خمسمائة من حملة القرآن فعند ذلك كتبه في تلك الصحائف.
فبقيت تلك الصحف عند أبي بكر فيها القرآن كله، ثم لما مات أبو بكر كانت عند عمر عمر رضي الله عنه هو الخليفة بعد أبي بكر فأخذها واحتفظ بها، ثم بعد موت عمر جعلها عند ابنته حفصة أم المؤمنين لتحتفظ بها، فكانت عند حفصة .

line-bottom