باب بدء الوحي من صحيح البخاري
جمع القرآن في عهد الصديق
...............................................................................
توفي النبي صلى الله عليه وسلم والحفظة كثير، حفظة القرآن؛ حفظة هذا الوحي، في السنة الأولى بعد موته يعني في سنة إحدى عشرة كانوا متوافرين؛ كثير، ثم إنهم غزوا في سبيل الله تعالى، ولما غزوا ففي غزوة اليمامة اسم> التي قاتلوا فيها مسيلمة اسم> ومن معه قتل خمسمائة كلهم من القراء، خمسمائة مما يدل على اهتمام الصحابة بالقرآن، خمسمائة كلهم من حملة القرآن وحفظته، ولما رأى عمر اسم> رضي الله عنه أن القتل استحر بالقراء خاف أن يضيع من القرآن شيء بموت حملته، فأشار على أبي بكر اسم> رضي الله عنه أن يكتب القرآن حتى لا يفقد منه شيء، فلما أشار عليه كأنه قال: إن هذا شيء ما كتبه النبي صلى الله عليه وسلم. يعني: ما أمر بكتابته متواليًا، ولكن طمأنه عمر اسم> وأشار إليه حتى اطمأن لذلك وحتى وافق عليه.
ثم إنه استدعى كاتب النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو زيد بن ثابت اسم> فقال له: إن هذا -يعني عمر اسم> - أشار عليَّ أن أكتب القرآن حتى لا يضيع منه شيء، وإنك شاب كنت تكتب للنبي صلى الله عليه وسلم؛ فاكتب القرآن. استثقله زيد اسم> وقال: لو حملوني نقل جبل لكان أخف علي. ولكن التزم بذلك، وأحضروا له أوراقًا وصحائف، فكان يكتبه؛ يتتبعه وكان يحفظه، هو من جملة الحفظة ولكنه مع ذلك يتتبعه من القراء، ويتتبعه من الذين عندهم أوراق مكتوب فيها أو ألواح أو حجارة أو نحو ذلك يكتبون فيها، يقول: فكنت أتتبعه حتى كتبته كله. يعني كتبه بأمر أبي بكر اسم> في صحف حتى لا يفقد منه شيء؛ مع أنهم يحفظونه، زيد اسم> يحفظه، وكذلك عمر اسم> وكذلك أبو بكر اسم> والخلفاء كلهم يحفظونه؛ لأن الله تعالى وهبهم الحفظ، وأعطاهم ذكاء وقوة إدراك، فكلهم يحفظونه، ولكن خشية أن يفقد منه شيء بموت حفظته كما مات أولئك الذين قتلوا في اليمامة اسم> والذين هم خمسمائة من حملة القرآن فعند ذلك كتبه في تلك الصحائف.
فبقيت تلك الصحف عند أبي بكر اسم> فيها القرآن كله، ثم لما مات أبو بكر اسم> كانت عند عمر اسم> عمر اسم> رضي الله عنه هو الخليفة بعد أبي بكر اسم> فأخذها واحتفظ بها، ثم بعد موت عمر اسم> جعلها عند ابنته حفصة اسم> أم المؤمنين لتحتفظ بها، فكانت عند حفصة اسم> .
مسألة>