الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه
لقاءات في دور القوات المسلحة والحرس الوطني
26522 مشاهدة
أهل الطاعة هم أهل النعيم الحق

وإذا عرفنا ذلك فنقول: إن هؤلاء هم أهل النعيم، أما الذين يتلذذون بالمعاصي فلا شك أنهم -وإن تلذذوا وقتا من الأوقات- فلا بد أن تتغير حالتهم، ولا بد أن ينقلب نعيمهم إلى بؤس، وإلى تعس، وإلى عذاب أليم في الدنيا، وعذاب في الآخرة- إذا لم يتوبوا.
أهل الدنيا في هذه الأيام -في هذه الأزمنة- يرون أن النعيم هو تَرْفِيهٌ عن النفس، وهو تسلية لها، وهو إعطاؤها ما تتمناه، ونسوا النعيم الأخروي، ونسوا نعيم أهل الطاعة ولذتهم، فنقول مثلا: إن الذين يتعاطون المحرمات، ويدعون أن هذا تَلَذُّذٌ بما خُلِقَ في الدنيا، لا شك أن مآلهم إلى أن يفقدوا هذه اللذة، وأن تعقبها حسرة، ويعقبها مرض، وضرر، وشر عاجل وآجل، وهم لا يشعرون.