الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده
لقاءات في دور القوات المسلحة والحرس الوطني
25827 مشاهدة
تقديم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد : أيها الإخوة في الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، يطيب لنا في هذا اليوم المبارك، في هذا المكان المبارك الطاهر أن يكون لنا لقاء مع فضيلة الشيخ العلامة الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين حفظه الله في لقاء في هذه الكتيبة من كتائب الحرس الوطني، وفي هذا المكان المبارك يطيب لنا نيابةً عن جهاز الإرشاد والتوجيه وإدارته في القطاع الغربي ومكتبه هنا بمحافظة ينبع وبالنيابة عن الكتيبة بأكملها: قائدها، وجميع ضباطها، وأفرادها، أن نُرَحِّبَ بفضيلة الشيخ، ونسأل الله تبارك وتعالى له أن يجعل هذه الخطوات في ميزان حسناته، وأن يُعْظِمَ له الأجر والمثوبة، وأن يبارك في عمره وعلمه، وأن يجعل ذلك في ميزان حسناته، كما نسأله سبحانه وتعالى أن يجعلنا ممن يستمع القول ويتبع أحسنه، ولا أطيل عليكم في المقدمة، فإنكم ما حضرتم ولا جلستم إلا لتستمعوا كلمات الشيخ، ونصحه وإرشاده، وعلم فضيلته، فأترككم مع فضيلته، شاكرين له سلفا استجابته لدعوتنا، ونسأل الله عز وجل أن يكتب ذلك في ميزان حسناته.