إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.
لقاءات في دور القوات المسلحة والحرس الوطني
26513 مشاهدة
محاضرة في أركان الإسلام والوصية باجتناب المحرمات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
من باب النصيحة التي تجب على المسلمين من بعضهم لبعض، وعملًا بما روى جرير البجلي رضي الله عنه قال: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم. نقول: إن من النصيحة أن تؤدي كل ما تحبه لإخوانك المسلمين، فتحذرهم عما تعلمه من الشرور، وتدعوهم إلى ما تعلمه من الخير، وذلك يعم كل من عنده قدرة وعنده تمكن، وليس خاصًا بعالم دون عالم، ولا بصغير دون كبير.
والواجب أن كلًا منا يؤدي ما لديه من النصيحة، وأن الناس الذين يسمعونها يتأثرون ويقبلونها فيقولون: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ كما أمرهم الله تعالى بذلك، ولا يقولون كما قال اليهود الذين قالوا: سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ .
وإذا كان كذلك فإن من النصيحة أن نوصيكم بكل ما أمر الله تعالى به من الخير، فأهم ذلك أركان الإسلام التي ينبني عليها ، لا يصير الإنسان مسلمًا حقًا إلا إذا أتى بهذه الأركان التي بني عليها الإسلام، قال النبي صلى الله عليه وسلم: بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله -هذا الركن الأساسي- وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام هذه هي أركان الإسلام، أخبر بأنه بني عليها.
فالشهادتان يعتبران الأساس والبناء، لا يمكن قيام البناء إلا على أساس، فلا يمكن أن الإنسان يبني في الهواء، لا بد إذا أراد أن يبني أن يكون له قرار، أن يؤمن مثلًا قطعة يبني عليها فتكون هي الأساس، ولا بد أيضًا من ظل وهو السقف، فالشهادتان هما الغطاء والظل، عليهما أوبهما يتم البناء، وبقية الأركان بمنزلة الأركان الأربعة المتقابلة، إذًا انهدم هذا الجانب ما صلح للسكنى حيث تدخله الوحوش وتدخله الهوام وتدخله اللصوص والسراق ونحو ذلك، وكذا إذا انهدم الجانب الثاني، فلا يكون بناءًا محكمًا إلا إذا تم أساسه وتم سقفه وتمت أركانه الأربعة وزواياه المتقابلة.