إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه logo    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية.
shape
لقاءات في دور القوات المسلحة والحرس الوطني
30699 مشاهدة print word pdf
line-top
محاضرة في أركان الإسلام والوصية باجتناب المحرمات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
من باب النصيحة التي تجب على المسلمين من بعضهم لبعض، وعملًا بما روى جرير البجلي رضي الله عنه قال: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم. نقول: إن من النصيحة أن تؤدي كل ما تحبه لإخوانك المسلمين، فتحذرهم عما تعلمه من الشرور، وتدعوهم إلى ما تعلمه من الخير، وذلك يعم كل من عنده قدرة وعنده تمكن، وليس خاصًا بعالم دون عالم، ولا بصغير دون كبير.
والواجب أن كلًا منا يؤدي ما لديه من النصيحة، وأن الناس الذين يسمعونها يتأثرون ويقبلونها فيقولون: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ كما أمرهم الله تعالى بذلك، ولا يقولون كما قال اليهود الذين قالوا: سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ .
وإذا كان كذلك فإن من النصيحة أن نوصيكم بكل ما أمر الله تعالى به من الخير، فأهم ذلك أركان الإسلام التي ينبني عليها ، لا يصير الإنسان مسلمًا حقًا إلا إذا أتى بهذه الأركان التي بني عليها الإسلام، قال النبي صلى الله عليه وسلم: بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله -هذا الركن الأساسي- وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام هذه هي أركان الإسلام، أخبر بأنه بني عليها.
فالشهادتان يعتبران الأساس والبناء، لا يمكن قيام البناء إلا على أساس، فلا يمكن أن الإنسان يبني في الهواء، لا بد إذا أراد أن يبني أن يكون له قرار، أن يؤمن مثلًا قطعة يبني عليها فتكون هي الأساس، ولا بد أيضًا من ظل وهو السقف، فالشهادتان هما الغطاء والظل، عليهما أوبهما يتم البناء، وبقية الأركان بمنزلة الأركان الأربعة المتقابلة، إذًا انهدم هذا الجانب ما صلح للسكنى حيث تدخله الوحوش وتدخله الهوام وتدخله اللصوص والسراق ونحو ذلك، وكذا إذا انهدم الجانب الثاني، فلا يكون بناءًا محكمًا إلا إذا تم أساسه وتم سقفه وتمت أركانه الأربعة وزواياه المتقابلة.

line-bottom