إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه logo القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه
shape
حوار في الاعتكاف
75411 مشاهدة print word pdf
line-top
نصيحة لإحياء هذه السنة


س 37: بم تنصح أخواتنا المدرسات من أجل إحياء هذه السنة النبوية بين طالباتهن وجزاكم الله خيرا؟
جـ 37: المدرسات مؤتمنات على الطالبات يتولين تعليمهن ما يجب عليهن وما يندب لهن من العبادات والآداب والأخلاق، ويجب عليهن النصح في التعليم وبذل ما يقدرن عليه من التوجيه السليم والتعليم بالقول والفعل، ومن ذلك تعليم السنن والمستحبات من أنواع القربات التي يحبها الله تعالى ويثيب عليها من الصلوات والصدقات والصيام والاعتكاف والذكر والأدعية والدعوة إلى الله تعالى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والحب في الله والبغض في الله وصلة الأرحام وبر الوالدين وحسن الجوار وبذل السلام واحترام المسلمين ومحبة الخير لهم والتحذير من المعاصي وبيان سوء مغبتها وعدم الاقتصار على النهج المختصر بل لا بد من بيان أهداف تلك العلوم ونتائجها.
ولا شك أن الاعتكاف من السنن التي تكاد أن تكون مهجورة بين الرجال والنساء فلا بد أن المعلمين رجالا ونساء يحيون هذه السنة بأقوالهم وأفعالهم ويشرحون أهدافها ومصالحها بين الطلاب ذكورا أو إناثا لتحيا روح الإيمان في نفوسهم ويبادرون إلى تطبيق تلك المعلومات التي يتلقونها من المربين للأرواح والأجسام، فالاعتكاف سنة نبوية شرعها الله تعالى وفعلها النبي -صلى الله عليه وسلم- وأزواجه ونساء المؤمنين في الحدود وبالشروط الإسلامية البعيدة عما يخل بالشرف ويخدش في الاحتشام والتستر والله الموفق.

line-bottom