إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به)
شرح كتاب دليل الطالب لنيل المطالب
73216 مشاهدة
تغطية الأواني

...............................................................................


يقول: يسن تغطية الأواني وإيكاء الأسقية يعني: دائما يتأكد جاء في حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: غطوا الإناء وأوكئوا السقاء، فإن في الدهر ليلة ينزل فيها داء لا يصيب إناء مكشوفا ولا سقاء مفتوحا إلا دخل منه يكفي أن يعرض عليه عودا. هناك دواب من ذوات السموم تنفس سمومها في الأواني المكشوفة التي فيها شراب كلبن مثلا أو دبس أو خل أو نحو ذلك ومنها الوزغ.
الوزغ هذا الذي يكون في السقف هذا من الحشرات السامة ولذلك جاء الترغيب في قتله من قتله بالضربة الأولى فله ثلاثون حسنة، ومن قتله بالضربة الثانية فله عشرون، ومن قتله بالضربة الثالثة فله عشر حسنات ترغيبا في قتله، وكذلك الحيات والعقارب ونحوها من ذوات السموم قد تنفس سمها في الأواني المكشوفة فلذلك يتأكد على المسلم أن يحفظ أوانيه.