شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره.
شرح كتاب دليل الطالب لنيل المطالب
73397 مشاهدة
العرق والريق من طاهر طاهر

...............................................................................


العرق والريق من طاهر طاهر. يعني عرق الحمار، وكذلك الفرس وريقه؛ الصحيح أنه طاهر. ولو أكل الهر ونحوه، أو الطفل نجاسة، ثم شرب من ماء لم يضر؛ لعموم البلوى.
لكن يقولون: إذا رأيت الهر يأكل نجاسة ولو مثلا عصفورا أو نحوه، رأيته يأكله في هذه الحال لا تشرب أو لا تتوضأ بسؤره حتى يغيب مدة يطهر بها لعابه يطهر فمه.
وأما إذا لم تعلم فإنك تتوضأ من سؤرها كما فعل أبو قتادة ولا يكره سؤر حيوان طاهر.
السؤر هو فضلة الماء بقية الماء الذي يكون بعد ذلك الحيوان الطاهر. إذا شرب الحمار حكمنا بأنه طاهر من ماء، أو شرب البعير أو الكبش من ماء فإننا نقول: إنه طاهر لك أن تتوضأ به.