إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. logo تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم.
shape
أسماء الله وصفاته
31508 مشاهدة print word pdf
line-top
إنكار المعتزلة صفة الكلام لله تعالى والرد عليهم

أما الذين نفوا هذه الصفة كالمعتزلة فإنهم بالغوا في إنكارها، وادعوا أن الكلام لا يكون إلا من اللسان ومن اللهوات ومن الحنجرة ومن الشفتين وإثبات ذلك تشبيه، الرب ليس شبيها بعباده، ولا يعرف كلام إلا ما يسمع من المتكلم، والجواب: أن هذا فيما تعرفونه أما الرب تعالى فإنه يتكلم كما يشاء وأيضا فإن الله تعالى جعل لكل شيء كلاما بحسبه مع إثباته ذلك للجمادات، قال الله تعالى مخاطبا السماوات والأرض: اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ تكلمت السماوات والأرض قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ فهل للسماوات لسان أو لهوات أو شفاه؟ أنطقها الله تعالى بل أخبر الله أيضا بأن الجوارح تنطق أن الأيدي تنطق مع أنه ليس لها لسان ولا لهوات، وكذلك الأرجل وكذلك الجلود وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ أنطق الله كل شيء وأخبر أيضا بأن الأرض تتكلم، ذكروا في تفسير قول الله تعالى: يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا أن الأرض تحدث بما عمل عليها كل بقعة تتكلم، وتقول: عمل علي فلان كذا خيرا أو شرا وهذه البقعة لا يقال: إن لها لسانا ولا لهوات ولا غير ذلك من الجوارح التي هي آلة الكلام؛ ولكن ينطقها الله تعالى فكيف يقال: إن إثبات الكلام لله يلزم منه أن يكون شبيها بكلام المخلوقين؟
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بشدة وقع كلام الله عندما يسمعه الملائكة؛ فيصعقون وتسمعه السماوات ترتجف رجفة أو رعدة شديدة خوفا من الله تعالى، وكذلك أخبر الله بأن المخلوقات أيضا تتكلم، في قوله تعالى: تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وإن من شيء يعني: يدخل في ذلك الجماد، ويدخل فيه الحيوانات، ويدخل فيه الوحوش وما أشبهها، أنها تسبح بحمده يعني: إما بلسان الحال وإما بلسان المقال، وإن من شيء. فإذا قيل: إن هذه الجمادات تسبح بحمده فهل يقال: إن لها ألسنا وإنها تسمع، يعني: يسمع كلامها، نقول: هذا ليس بلازم، فعلى هذا كيف تنكرون أن يكون الله تعالى يتكلم كما يشاء؟ فإنه سبحانه يفعل ما يشاء، ويتكلم كيف يشاء، ولا يلزم من إثبات كلامه تشبيه ولا تمثيل.
لنقف عند هذا وللكلام صلة فيما يتعلق في القرآن كلام الله.

line-bottom