إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره.
أسماء الله وصفاته
26634 مشاهدة
إثبات صفتي العلم والقدرة لله تعالى


السلام عليكم ورحمة الله.
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
نتكلم على بعض أسماء الله تعالى ومعانيها، في هذه الجلسة نتكلم على اسم الله العليم القدير، وعلى صفة العلم والقدرة، فالعلم صفة من صفات الله تعالى دل عليه اسم العليم، واسم علام الغيوب، واسم عالم الغيب والشهادة وما أشبهها، وكذلك القدير، القدرة من صفات الله تعالى والقدير من أسماء الله، ذكر الله تعالى: وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ العليم: هو العالم بكل شيء، والقدير: الذي هو قادر على كل شيء.
وقد دلت الأدلة من الكتاب والسنة على صفة العلم، وأنه صفة كمال، وأقر به من المبتدعة الأشعرية والكلابية؛ ولكنهم اعتمدوا في الدليل على الدليل العقلي؛ حيث يقولون: إن السبع الصفات التي نثبتها إنما أثبتناها بالعقل، اعتمدنا في إثباتها على العقل دون النقل، قالوا: إن الفعل الحادث دل على القدرة، والتخصيص دل على الإرادة، والإحكام دل على العلم، وهذه الثلاث العلم والقدرة والإرادة تستدعي إثبات صفة الحياة، وإذا أثبتنا الحياة فالحي يستلزم أن يكون متكلما سميعا بصيرا، فالحاصل أنهم أثبتوا العلم؛ يعني: أنهم رأوا أن مخلوقات الله تعالى محكمة ليس فيها خلل؛ فقالوا: هذا دليل على أنه سبحانه بكل شيء عليم.