لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. logo إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم.
shape
أسماء الله وصفاته
31530 مشاهدة print word pdf
line-top
الذين أنكروا صفة القدرة لله تعالى

هذا الاسم الذي هو أن الله على كل شيء قدير يقر به المعتزلة؛ ولكنهم ينكرون أثره فيقولون: إن الله قدير بلا قدرة، كما يثبتون الأسماء وينفون دلالتها على الصفات مع أنها مشتقة منها؛ وذلك لأنهم يعتقدون أن كل صفة توجد في المخلوق فإثباتها للخالق تشبيه، كما ذكرنا في صفة العلم. فيقولون: الإنسان يوصف بأنه قادر يقال: هذا قادر على أن يصعد هذا الجبل، أو قدير على أن يهدم هذا الحائط، قدير أو قادر على أن يعمر هذا المسكن أو ما أشبه ذلك، وإن كانت قدرة المخلوق ضعيفة بالنسبة إلى قدرة الخالق مع أن قدرة المخلوق أيضا مسبوقة بقدرة الله تعالى، فادَّعوا أن من أثبت القدرة لله فقد شبه الله، والتشبيه تنقص عندهم؛ فلا يجوز عندهم هذا الإثبات، الذي هو إثبات هذه الصفات.
ولما أنهم نفوا قدرة الله على كل شيء؛ كان عندهم أن الله لا يقدر إلا على بعض الأشياء. ذكر العلماء أن هناك طائفة لا يثبتون قدرة الله إلا على بعض الأشياء؛ وهم الذين يقولون: إنه على ما يشاء قدير، وهذه العبارة على ما يشاء قدير عبارة منتقدة؛ وذلك لأنه يستعملها هؤلاء النفاة لعموم القدرة فيقولون: لا يقدر إلا على ما يشاء، فينفون قدرته على كثير من الموجودات. إنما يقدر على ما يشاء، ينبه عليها المشائخ والعلماء، والذين يستعملونها من أهل السنة يستعملونها عن حسن ظن، قد تسمعونها في تفسير ابن كثير إنه على ما يشاء قدير؛ ولكن عن حسن ظن وعن عدم انتباه لمن يستعملها، ينفي بها قدرة الله على كل شيء. فالصواب أن يقال: إن الله على كل شيء قدير، وأن تتجنب هذه العبارة الله على ما يشاء قدير؛ بل إنه قادر على كل شيء -صغير وكبير جليل وحقير-.
ودليل قدرته: أنه قدر على خلق هذه الأشياء مع صغرها وكبرها؛ فخلقه السماوات والأرض مع سعتها وما فيها من هذه الموجودات وهذه المخلوقات، وكذلك خلقه لهذه الحيوانات وإعطاؤه كل شيء خلقه، أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى دليل على واسع قدرته أنه قادر على كل شيء.

line-bottom