التعليقات الزكية على العقيدة الواسطية الجزء الثاني
7- إثبات صفة العلو والفوقية
[ وقوله في رقية المريض: رسم> ربنا الله الذي في السماء، تقدس اسمك، أمرك في السماء والأرض، كما رحمتك في السماء اجعل رحمتك في الأرض، اغفر لنا حوبنا وخطايانا، أنت رب الطيبين، أنزل رحمة من رحمتك، وشفاء من شفائك على هذا الوجع، [فيبرأ] متن_ح>
رسم>
[حديث حسن] ، رواه أبو داود [وغيره] حديث>
وقوله رسم> ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء متن_ح>
رسم> [حديث صحيح] حديث>
. وقوله: رسم> والعرش فوق الماء، والله فوق العرش، وهو يعلم ما أنتم عليه رسم>
[ حديث حسن، رواه أبو داود وغيره] حديث> وقوله للجارية: رسم>
أين الله؟ قالت: في السماء. قال: من أنا؟ . قالت: أنت رسول الله. قال: أعتقها فإنها مؤمنة متن_ح>
رسم>
. رواه مسلم] حديث>
يعتقد المسلمون ويصدقون بجميع ما أخبر الله به عن نفسه، ومن جملة ذلك إخباره أنه تعالى في السماء قال تعالى: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
ويحملون قوله: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
أن تكون في بمعنى على: في السماء يعني علي السماء.
الثاني: أن تكون السماء بمعنى الارتفاع والسمو، فقوله: في السماء أي في العلو وفي الفوقية، فهو العالي فوق خلقه تعالى.
فدليل هذا من القرآن هاتان الآيتان. ودليله من السنة هذه الأحاديث:
*الحديث الأول : قوله صلى الله عليه وسلم في رقية المريض: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
وفي أول الحديث يقول عليه السلام: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
وفي هذا الحديث أمور:
أولا: وصف النبي صلى الله عليه وسلم ربه بالربوبية ربنا يعني خالقنا ومالكنا.
ثانيا: وصفه بأنه في السماء يعني في العلو.
ثالثا: وصفه بالتقديس تقدس اسمك أي تنزه وتقدس عن كل نقص .
رابعا: قوله: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
خامسا: قوله: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
سادسا: قوله: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
سابعا: قوله: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
ثامنا: قوله: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
والشاهد قوله: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
*الحديث الثاني: قوله: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
* أما الحديث الثالث: فهو قول النبي صلى الله عليه وسلم: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
لما ذكر ارتفاع السماوات، وغلظ كل سماء، وأن بيننا وبين السماء الدنيا مسيرة خمسمائة سنة، وأن غلظ السماء الدنيا مسيرة خمسمائة سنة، وأن بين كل سمائين مسيرة خمسمائة سنة، وأن ارتفاع السماء الثانية عن الدنيا وكثف كل سماء هكذا- قال بعد ذلك: وفوق السماء السابعة بحر، ما بين أعلاه إلى أسفله كما بين السماء والأرض، ثم ذكر أن فوق ذلك حملة العرش، وأن العرش فوق ظهورهم قد حملوه، والله تعالى كما يشاء، وكما يليق به فوق العرش، فوق ذلك كله.
ومع ذلك يعلم ما أنتم عليه، لا يخفى عليه شيء في الأرض، فهو عَلِيٌّ فِي دنوه، قريبٌ في علوه، فيجب أن نستحضر أنه تعالى هو العلي بجميع أنواع العلو، ومع ذلك له الاطلاع على خلقه، وله المراقبة عليهم، بحيث إنه لا تخفى عليه منهم خافية، ولهذا قال: رسم> وهو يعلم ما أنتم عليه رسم> يعني لا تحسبوا أن بينكم وبين الله هذه المسافات، وأنه يخفى عليه شيء من أموركم، بل إنه قريب مُجيب مُطلع علي أعمال العباد وعلى أحوالهم، وهو تعالى فوقهم بجميع أنواع الفوقية.
ونأخذ من مجمل هذه الأدلة: أن وصف الله تعالى بصفات العلو من باب التعظيم، فهو تعالى يعظم بوصفه بالعلو، وبوصفه بأنه في السماء، أي في العلو، وبوصفه بالفوقية بجميع أنواعها، وبوصفه بالارتفاع ونحو ذلك؟ فكل هذا تعظيم، وإذا كان الله هو المستحق للتعظيم، فإن هذا من أعظم أنواع التعظيم.
ثم نأخذ أيضًا أنه تعالى إذا كان هو المستحق لأنواع التعظيم، فإن علينا أن نعظمه، ومن تعظيمه تعالى عبادته حق العبادة، وتخصيصه بذلك دون أن يشرك معه غيره، ودون أن يصرف شيء من حقه لغيره، فإن ذلك تنديد وشرك ونقص في التعظيم.
ونأخذ من ذلك أنه إذا كانت هذه عظمته، وجب أن يخاف عذابه، فإنه هو العظيم القدير، الذي هذه عظمته فيما أخبر به عن نفسه أو أخبر به نبيه، فمن عصاه أو عتا عن أمره، انتقم منه وعاقبه بما يشاء من أليم العقاب، فيوجب ذلك الخوف من عقابه، والرجاء لثوابه، فإن كل من عرف كمال صفات ربه وعرف عظمته وجلاله وكبرياءه، أوجب له:
أولا: العبادة: بأن يعبده ويخصه بجميع أنواع العيادة.
ثانيا: الرجاء: فيعلق آماله بربه ويرجو منه الثواب وحسن الجزاء.
ثالثا: الخوف: وهو أن يخاف بطشه وعقوبته.
ومن جمع هذه الثلاثة حصلت له الاستقامة؛ من جمع العبادة التي تحمله عليها محبة المعبود وتعظيمه؟ وكذلك أضاف إليها الخوف من عقابه الذي عرف أسبابه، وعرف أنه المخوف وحده، وكذلك الرجاء والذي هو الأمل في ثواب الله ومعرفته أنه أهل لأن يُرْجَى وتعلق عليه الآمال، وأهل لأن يرحم وأن يمنح ويعطى، فإذا كان كذلك فإنه يعبده ، فمن أحبه تعالى عبده، ومن رجاه أطاعه ودعاه، وكذلك من خافه توقى عقوبته بالابتعاد عن أسباب سخطه وعقابه، فهذا ونحوه من الأدلة على أنه سبحانه وتعالى يرضى عن عبده، وأنه طلب من عباده أنه يعبدوه، حيث وصف نفسه بصفات العظمة.
ومن صفات العظمة إخباره بأنه فوقهم، وبأنه العلي الأعلى عليهم بجميع أنواع العلو.
* الحديث الرابع: في قصة الجارية ، وهو أن رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
ويدل ذلك على أن عقيدة أهل الإيمان تنص على الفوقية، وعلى وصف الله تعالى بأنه فوق عباده، فمن خالف في ذلك نقص إيمانه، من أنكر فوقية الله على عباده نقص إيمانه، أو اختل إيمانه، حيث خالف مقتضى هذا الحديث.
فبالجملة: المسلمون والمؤمنون يعتقدون بمدلول هذه النصوص، ولا يتكلفون ما يخالف ذلك، وأما من زاغ وانتكست فطرته، فإنه يذهب في تأويلها مذاهب بعيدة لا يدل عليها عقل ولا نقل.
مسألة>