لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. logo الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه
shape
التعليقات الزكية على العقيدة الواسطية الجزء الثاني
66898 مشاهدة print word pdf
line-top
7- أول من يدخل الجنة

[وأول من يستفتح باب الجنة محمد صلى الله عليه وسلم، وأول من يدخل الجنة من الأمم أمته] .


(الشرح)* قوله: (وأول من يستفتح باب الجنة محمد صلى الله عليه وسلم ، وأول من يدخل الجنة من الأمم أمته):
في هذا فضيلة وميزة لنبينا صلى الله عليه وسلم ، وهو أنه أول من يستفتح باب الجنة، فقد ورد في حديث أن خازن الجنة يقول: أمرت ألا أفتح لأحد قبلك عندما يستفتح الباب فيقول: من أنت؟ فيقول: محمد .
وقد ذكر الله أن أهل الجنة يُسَاقون إليها زمرًا، ثم قال: حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا [الزمر: 73] وهذا يدل على أنهم إذا وصلوا إليها فتحت أبوابها.
ثم ذكر أيضًا أن من فضيلته كون أمته تابعة له، وأنها أول من يدخل الجنة من الأمم حيث إن نبيها أول الأنبياء دخولا، ودليل ذلك الحديث الذي يقول فيه صلى الله عليه وسلم: نحن الآخرون السابقون يوم القيامة يعني نحن متأخرون في الوجود، فإن هذه الأمة هي آخر الأم وجودًا ونبيها هو خاتم الأنبياء، ولكنهم هم السابقون يوم القيامة، فمن فضلهم أنهم يسبقون يوم القيامة إلى الجنة وإلى الثواب.
فقد تقدم لنا أنهم إذا عبروا الصراط وقفوا على قنطرة بين الجنة والنار، فيقتص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم، حتى إذا هُذبوا ونُقوا أذن لهم في دخول الجنة، فإذا أذن لهم كان محمد صلى الله عليه وسلم هو الذي يطرق الأبواب، فأول من يطرق الأبواب هو، ثم بعد ذلك تفتح أبواب الجنة على مصاريعها، فتدخل أمته، ويدخل بعدها سائر الأمم الذين من أهل الجنة.

line-bottom