لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير
التعليقات الزكية على العقيدة الواسطية الجزء الثاني
52729 مشاهدة
أزواج النبي صلى الله عليه وسلم

[ويتولون أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين، ويؤمنون بأنهن أزواجه في الآخرة : خصوصًا خديجة رضي الله عنها أم أكثر أولاده، وأول من آمن به وعاضده على أمره، وكان لها منه المنزلة العالية.
والصديقة بنت الصديق رضي الله عنهـا، التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ] .


(الشرح)* قوله : (ويتولون أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين ويؤمنون بأنهن أزواجه في الآخرة...):
يتولى أهل السنة زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، فَيَتَرَضَّوْنَ عنهن، ويشهدون لهن بالفضل، وأنهن أمهات المؤمنين، وأنهن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم في الآخرة؛ لأن الله خيَّرَهن على لسان نبيه فاخترن الآخرة. قال تعالى: وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا [الأحزاب: 29].

كل منهن كانت تقول أريد الله ورسوله والدار الآخرة، فلشرفهن سُمِّينَ: أمهات المؤمنين، ولهن الميزة والفضل؛ لكونهن زوجاته صلى الله عليه وسلم، واللاتي صبرن على شظف العيش وضيق ذات اليد معه صلى الله عليه وسلم، وصبرن عن الأزواج بعده، ورضين بأن يكن زوجاته في الآخرة كما كن زوجاته في الدنيا، وحرم نكاحهن على غيره، فأهل السنة يترضون عنهن.
واختلف في أفضلهن؛ فقيل: أفضلهن عائشة وقيل: أفضلهن خديجة فالرافضة تفضل خديجة وتلعن عائشة لعنهم الله.
أما أهل السنة فيقولون: خديجة لها فضل السبق والنصرة والمواساة، فإنها واست النبي صلى الله عليه وسلم بمالها، ولها فضيلة كونها أم أولاده واحتسبت موت أولادها وصبرت على ذلك، وماتت وهي متمسكة وصابرة، فلها فضيلة السبق.
وعائشة لها فضيلة العلم؛ لأن الله تعالى شرَّفها بحمل العلم، فحملت علما جما ونفع الله بعلمها، وكان الصحابة يرجعون إليها إذا اختلفوا في شيء، فيجدون عندها علما، فرزقها الله سعة العلم وسعة الحفظ، وسميت الصديقة بنت الصديق، وفضَّلها النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث فقال: فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام .
والثريد في ذلك الوقت هو أشرف وأفضل أنواع الأطعمة، وهو عبارة عن لحم وخبز ومرق يؤكل جميعا، يقول فيه بعضهم:

إذا ما الخبز تأدمه بلحم فـذاك أمانة الله الثريد

فهو من ألذ الأطعمة، فلعائشة رضي الله عنها ميزة الفضل والعلم والعبادة والصحبة والصبر على البلاء، ونحو ذلك من الميزات والخصوصيات مع النبي صلى الله عليه وسلم ، ولها ميزة أخرى أن الله تعالى برَّأَها في كتابه حين قَذَفَهَا أهل الإفك، وأنزل في شأنها قرآنا يتلى إلى يوم القيامة، وذلك أيضا دليل فضلها.
وبذلك يُعْرَف أن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم لهن على الأمة حق التَّرضِّي والمحبة والموالاة وأن من طعن فيهن من الرافضة فإنه قد طعن في الشريعة والقرآن .
فنسأل الله أن يرزقنا الحماية والعصمة عن المضلات والبدع.