[ وكل ما يقولونه ويفعلونه من هذا وغيره، فإنما هم فيه متبعون للكتاب والسنة، وطريقتهم هي دين الإسلام الذي بعث الله به محمدا صلي الله عليه وسلم.
لكن لما أخبر النبي صلي الله عليه وسلم أن أمته ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار؛ إلا واحدة، وهي الجماعة وفي حديث عنه أنه قال: هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي ؛ صار المتمسكون بالإسلام المحض الخالص عن الشوب هم أهل السنة والجماعة.
وفيهم الصديقون، والشهداء، والصالحون، ومنهم أعلام الهدى، ومصابيح الدجى، أولو المناقب المأثورة، والفضائل المذكورة، وفيهم الأبدال، وفيهم أئمة الدين، الذين أجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم، وهم الطائفة المنصورة الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم: لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة، لا يضرهم من خالفهم، ولا من خذلهم، حتى تقوم الساعة .
نسأل الله أن يجعلنا منهم وألا يزيغ قلوبنا بعد إذا هدانا ، وأن يهب لنا من لدنه رحمة إنه هو الوهاب . والله وأعلم .
وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ] .
وإن صخرا لتأتم الهداة به | كأنـه علـم فـي رأسـه نار |