السراج الوهاج للمعتمر والحاج
حكم الحج والعمرة
فرض الله -سبحانه وتعالى- الحجَّ والعمرة على الصحيح، وجعلهما من واجبات المسلم في حياته، فقال -تعالى- رسم> وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ قرآن> رسم> [سورة البقرة ، الآية:196] آية> ، وقال: رسم> وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا قرآن> رسم> [سورة آل عمران ، الآية :97] آية> .
وقال -تعالى- رسم> وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ قرآن> رسم> [سورة الحج:27] آية> .
تدُل هذه الآيات على فرضية تلك العبادة، وأنها أحدُ أركان الإسلام التي بني وقام عليها، كما ورد في الحديث في تفسيره -صلى الله عليه وسلم- للإسلام، والذي جاء فيه: رسم> أن تشهد أن لا إله إِلاَّ الله، وأن محمدا اسم> رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتيَ الزكاة، وتصوم رمضان، وتحجَّ البيت إِن استطعتَ إِليه سبيلا متن_ح> رسم> .
وقد فرض الحج في آخر حياة النبي رأس> -صلى الله عليه وسلم- ولهذا ذهب بعض العلماء إلى إنه يجب على التراخي!.
ولكن الصحيح أنه يجب على الفور؛ بمعنى أن العبد متى تمكن من أدائه، وزالت المحظورات، وقدر عليه؛ وجب عليه أن يأتي به، ولم يجز له تأخيره.
ومن حكمة الله أنه ما فرضه إلا مرة واحدة، فقد روى الإمام أحمد اسم> في مسنده، وأبو داود، اسم> وابن ماجه اسم> عن ابن عباس اسم> -رضي الله عنهما- رسم> أن الأقرع بن حابس اسم> سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله: الحج في كل سنة، أو مرة واحدة؟ قال: بل مرة واحدة، فمن زاد فهو تطوع متن_ح> رسم> .
فإذا أدَّى العبد هذه العبادة مرة واحدة خرج من عهدة الوجوب، وما زاده فإن له أجرا في تلك الزيادات التي هي تنفُّل وعبادات.
والحج فضائله كثيرة، لو لم يكن منها إلاَّ قول النبي -صلى الله عليه وسلم- رسم> العمرة إلى العمرة كفارةً لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلاَّ الجنة رسم> .
وكذلك قوله -صلى الله عليه و سلم- رسم> من حجَّ فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه متن_ح> رسم> ؛ أي: خرج من ذنوبه، كما في الرواية الأُخرى.
وفي هذا حثُّ للعبد على أَن يكون مهتما بأَداء هذا النسك فرضا أو تطوعا، ويحمله على أن يكون مبادرا إلى ذلك قبل أن يعوقه عائق، وقبل أن يشغله شاغل.
مسألة>