تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
السراج الوهاج للمعتمر والحاج
47654 مشاهدة
تنبيه مهم

هناك شيء يحتاج إلى التنبيه عليه، نذكره على وجه الاختصار، ألا وهو أن أولئك الذين يسمون أنفسهم مطوّفين يأخذون الحجاج الوافدين فيأخذ أحدهم ألفا أو ألفي حاج، ثم يتولى الحج بهم ولكنه يترك كثيرا من المستحبات أو من المؤكدات، حرصا على التخفيف على نفسه لمعرفته بجهلهم فمن ذلك:
أنه يحملهم في اليوم الثامن من منازلهم في مكة ويذهب بهم إلى عرفة فيترك فضيلة من الفضائل وهي الإقامة بمنى في اليوم الثامن وفي الليلة التاسعة وهي سنة مؤكدة فعلها النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- وصحابته رضي الله عنهم، فكانوا في اليوم الثامن كلهم في منى .
ومن ذلك : أن كثيرا من المطوّفين لا ينزلون بحجاجهم إلا نزولا خفيفا في مزدلفة وقد ذهب البعض إلى أن المبيت بمزدلفة ركن، والصحيح أنه واجب من الواجبات إلى ما بعد منتصف الليل، لذلك ينبغي أن يؤخذ على أيديهم، و أن ينبهوا الحجاج إذا انصرفوا من عرفة أن يمروا على مزدلفة وينزلوا فيها، قال الله تعالى: فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ (سورة البقرة ، الآية:198) .
والمشعر الحرام هو مزدلفة أمر الله بالذكر في تلك البقعة، فينزل الحجاج بها ويبيتون، والنبي -صلى الله عليه وسلم- قد بات فيها، ولم ينصرف إلا بعد ما أسفر الفجر، وقبل أن تطلع الشمس ، وإن كان قد رخص للظُّعُن والضعفة أن ينصرفوا آخر الليل بعد ما يغيب القمر، فهذا هو الأصل والسنة، وكثير من الناس تساهلوا في مثل هذا المبيت، فصاروا يأتون في الساعة الحادية عشرة، وربما التاسعة، ثم يواصلون سيرهم إلى منى ولا ينزلون.
ومن ذلك أيضا أنهم اتخذوا عادة يعتقدونها من السنة، وهو اعتقاد أن أخذ الحصيات لا تكون إلا من مزدلفة ! فتجدهم ساعة ما ينزلون يلتقطون تلك الحصيات، ثم بعد ذلك يركبون، وهذا خلاف السنة، والسنة أنهم إذا نزلوا بدأوا بالصلاة، صلاة المغرب والعشاء في مزدلفة جمع تأخير، أو ساعة ما يصلون إليها؛ سواء وصلوا مبكرين أو متأخرين.
ثم بعد ذلك يبيتون بها حتى الصباح، ثم يشتغلون بذكر الله، ويصلّون بها الصبح مبكرين، ويشتغلون بالذكر وبالدعاء، ثم بعد صلاة الصبح يتوجهون إلى منى ليأتوا إلى بقية مناسك حجهم، وذلك بعد أن يسفروا جدا وقبل طلوع الشمس، ويأخذون من مزدلفة سبع حصيات فقط لرمي جمرة العقبة ولا حاجة إلى أخذ بقية الجمار من هناك خلافا لما ذكره بعضهم، ولما اعتاده كثير من الناس، من البداءة بأخذ الحصى قبل الصلاة، فإن الحصى يؤخذ من كل مكان.