شرح أصول السنة لإمام أهل السنة أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رحمه الله تعالى 164-241 هـ
تكفير العصاة
48- وقوله: رسم> لا ترجعوا بعدي كفارًا ضلالا يضرب بعضكم رقاب بعض متن_ح> رسم> ومثل: رسم> إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار متن_ح> رسم> ومثل: رسم> سِباب المسلم فسوق وقتاله كفر متن_ح> رسم> ومثل: رسم> من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما متن_ح> رسم> ومثل: رسم> كُفْرٌ بالله تَبَرُّؤٌ من نسب وإن دقّ متن_ح> رسم> .
ونحو هذه الأحاديث مما قد صح وحُفظ، فإنا نُسلم له، وإن لم نعلم تفسيرها ولا نتكلم فيها، ولا نجادل فيها، ولا نُفسر هذه الأحاديث إلا مثل ما جاءت لا نَردها إلا بأحق منها.
هذه الأحاديث استدل بها الخوارج على تكفير العصاة رأس> ويقولون: إن المعصية الكبيرة تُخرج من الملة وتُدخل في الكفر، ويحكمون على أهل المعاصي وأهل الذنوب والكبائر رأس> بأنهم مخلدون في النار، يستدلون بهذه الأحاديث : رسم> سباب المسلم فسوق وقتاله كُفر متن_ح> رسم> رسم> لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض متن_ح> رسم> أو كذلك أحاديث النفاق، وعلامات النفاق: رسم> أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان، وإذا خاصم فجر، وإذا عاهد غدر متن_ح> رسم> .
معلوم أن هذه الخصال لا تُخرج من الملة، فمثلا ليس خلف الوعد مخرجًا من المِلّة، وليس نفاقًا صريحًا، يعني: اعتقاديًّا، وكذلك الخيانة وما أشبهها، ولكنها من الذنوب ومن كبار المعاصي .
فالعبد الذي يسمع مثل هذه الأدلة يعرضها على الكتاب والسُّنّة، فيقول: نقبلها، ولكن لا نقول: إنها مُخرجة من الإسلام، وأن من عمل بها فإنه ليس بمسلم؛ بل أمره إلى الله - تعالى - ومثله: رسم> بريء من الإسلام من تبرأ من نسب وإن دق متن_ح> رسم> ومثله: رسم> إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما متن_ح> رسم> كل ذلك من أحاديث الوعيد.
يقول أهل السُّنّة: إن أحاديث الوعيد تُجْرَى على ظاهرها، ليكون أبلغ في الزجر، مع الاعتقاد بأنها لا تصل إلى الخروج من الملة، لا نقول: مثلا إن هذا قد كفر وخرج من الإسلام بهذا الذنب، بل نقول: عمله عمل كفر، وأما هو فلا يكون كافرًا، ففرق بين العمل وبين العامل، فالعمل يكون من أعمال الكفار أو من أعمال المنافقين، ولا يلزم أن كل من عمل هذا العمل يخرج من الإسلام، ويدخل في الكفر؛ بل أمرهم إلى الله -تعالى- ونحثهم على التوبة والرجوع إلى الله .
مسألة>