تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير
شرح أصول السنة لإمام أهل السنة أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رحمه الله تعالى 164-241 هـ
41428 مشاهدة
تقديم الطبعة الأولى لفضيلة الشيخ العلامة عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين

الحمد لله ذي العزة والجلال، المنزَّه عن الأشباه والأمثال، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له المتوحِّد بكمال الجمال، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الذي فضله الله بالنبوة والإرسال، صلى الله عليه وآله وصحبه خير صحب وآل، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
وبعد:
فهذه رسالة للإمام أحمد -رحمه الله تعالى- تتعلق بالعقيدة وبعض ما يلحق بها من الفروع، وكأنها نصيحة كتبها في بعض مجالسه، أو أرسلها إلى بعض من يريد نصيحته.
وقد شرحتها بشرح متوسط ارتجالي في محاضرة أو فصل دراسي، يوضح الشرحُ معانيها ويذكر ما يؤيدها من الأدلة والتوجيهات، وقد صححت بعض الكلمات أو العبارات غير الفصيحة، وأبقيت أكثرها وإن كان في الأسلوب ركاكة، حتى لا يكثر التغيير.
ولظهور المعنى المراد بهذه الرسالة ونحوها يعرف اهتمام الصحابة -رضي الله عنهم- وكذا السلف الصالح بعدهم، بأمر الدين، وأنهم بلَّغوا ما تحملوه لمن بعدهم، ونصحوا لأولادهم وتلاميذهم، وأوضحوا سُبُل النجاة، وحذَّروا من البدع والمخالفات التي ظهرت أو بدا بعض مقدماتها، ثم تَمكَّنَتْ بعد ذلك، ووقع فيها الكثير الذين التبس عليهم الحق بالباطل، وانخدعوا بالتمويهات والضلالات، التي يشبه بها أولئك المبتدعة ليوهموا السُّذَّج وضعفاء البصائر أن الصواب في جانبهم.
فلا جرم اهتم السلف رحمهم الله -تعالى- ببيان السُّنّة وإيضاح الحق لمن يراه، فنوصي بقراءة كتب السلف الصالح ونصائحهم، والسير على نهجهم، والله الموفق للصواب، وصلَّى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.