لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. logo اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير
shape
شرح أصول السنة لإمام أهل السنة أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رحمه الله تعالى 164-241 هـ
64235 مشاهدة print word pdf
line-top
أصول السنة

قال الشيخُ الإمامُ أبو المظفر عبد الملك بن عليِّ بن محمد الهَمْداني .
حدثنا الشيخُ أبو عبد اللهِ يحيى بن الحسنِ بن البنَّا قال: أخبرنا والِدِي أبو عليّ الحسنُ بنُ أحمدَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ البنَّا قال: أخبرنا أبو الحسينِ عليّ بن محمدِ بن عبدِ اللهِ بنِ بشرانَ المُعَدَّل قال: أنا عثمانُ بنُ أحمدَ بنِ السَّمَّاكِ قثنا: أبو محمدٍ الحسنِ بن عبدِ الوهَّابِ بنِ أبي العَنْبَرِ قراءةً عليهِ مِنْ كِتَابِهِ في شهرِ ربيعٍ الأوَّلِ مِنْ سَنَةِ ثلاث وتسعين ومائتين (293هـ)، قثنا: أبو جعفر محمد بن سليمان المنقري البصري بـ (تِنِّيس) قال: حدثني عبدوسُ بن مالك العطار قال: سمعت أبا عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل -رضي الله عنه- يقول:
أصول السُّنَّة عندنا:
1- التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والاقتداء بهم .



هذه رسالة للإمام أحمد في أصول السُّنّة، ومعلوم أن الأصل هو ما يُبنى عليه غيره، أو ما يتفرع عنه غيره، كأساس الحيطان، وأصول الشجر، والمعنى: أن السُّنّة لها أصول تتفرع عنها، فأصل الأصول هو كتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- وما نقل عن الصحابة -رضي الله عنهم- فإذا حقق الناس هذه الأصول، يعني: تمسكوا بالكتاب والسُّنّة، وتمسكوا بما كان عليه الصحابة، فإنهم بذلك سيكملون ما يتفرع عن هذه الأصول.

line-bottom