من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده logo الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره.
shape
شرح أصول السنة لإمام أهل السنة أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رحمه الله تعالى 164-241 هـ
53384 مشاهدة print word pdf
line-top
الإيمان بالحوض

20- والإيمان بالحوض وأن لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- حوضًا يوم القيامة تَرِدُ عليه أمته عرضه مثل طوله مسيرة شهر، آنيته كعدد نجوم السماء، على ما صحت به الأخبار من غير وجه.


وهذا من جملة الإيمان باليوم الآخر، وردت أحاديث كثيرة قد تبلغ الثلاثين أو الأربعين حديثا أخبر فيها بأن له حوضًا يوم القيامة، ترد عليه أمته، وأن هناك من يُذادُ ممن لم يكن متمسكًا بالسُّنّة عاملًا بها، مع كونهم من أمته، عليهم علامة الأمة، وكونهم غرًّا مُحجّلين يعرفهم بذلك.
وهذا الحوض ورد أن طوله مسيرة شهر، وعرضه مسيرة شهر، وفي بعض الروايات أنه ما بين عدن إلى أبين ( عدن بأرض حضرموت وأبين بأرض الشام يعني طوله كذا وعرضه كذا) وآنيته عدد نجوم السماء، ويصب فيه ميزابان من الجنة، ماؤه أشد بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل، مَن شرب منه شربة لم يظمأ بعدها حتى يدخل الجنة، يرده المؤمنون، ويُذاد عنه المنافقون والكافرون، وورد تحديده أنه ما بين عدن إلى أبين فدل على أنه شهر في المسيرة المعتادة التي كانوا يعرفونها .

line-bottom