شرح أصول السنة لإمام أهل السنة أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رحمه الله تعالى 164-241 هـ
الإيمان بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم
22- والإيمان بشفاعة النبي -صلى الله عليه وسلم- رأس> وبقوم يخرجون من النار بعدما احترقوا وصاروا فحمًا، فيؤمر بهم إلى نَهَرٍ على باب الجنة -كما جاء في الأثر - كيف شاء الله وكما شاء. إنما هو الإيمان به والتصديق به.
هذا أيضًا من الإيمان باليوم الآخر، ومن فضائل وميزة النبي محمد اسم> -صلى الله عليه وسلم، ما ورد عنه أنه هو الشفيع المشفَّع في المحشر.
وقد وردت أدلة كثيرة على أنه يشفع لأمته، ويشفع للخلق كلهم فيشفع الشفاعة الأولى لمجيء الله -تعالى- لفصل القضاء، حتى يفصل بين عباده عندما يطول الموقف، وبعدما يطلبون الشفاعة من أولي العزم من آدم اسم> ونوح اسم> وإبراهيم اسم> وموسى اسم> وعيسى اسم> وكل منهم يعتذر، فيقول -صلى الله عليه وسلم- رسم> أنا لها متن_ح> رسم> .
وكذلك أيضًا يشفع لهم أن يدخلوا الجنة، ويكون هو أول من يستفتح باب الجنة.
كذلك يشفع لقومٍ أن تُرفع درجاتهم ومنازلهم من أهل الجنة.
وأما الشفاعة التي يشاركه فيها غيره من الأنبياء والملائكة فهي شفاعته لأهل الكبائر من أهل التوحيد، أن يخرجوا من النار، بعدما صاروا فحمًا واحترقوا، يخرجون من النار بعد مدة طويلة، قد تكون ألوف السنين أو نحو ذلك، ثم يلقون في نهر في الجنة، ويقال له: نهر الحياة، فينبتون فيه كما تنبت الحبة في حميل السيل، ثم بعد ذلك يتنعمون بما يتنعم به أهل الجنة؛ وذلك لأنهم من أهل التوحيد ومن أهل العقيدة.
مسألة>