الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به)
شرح أصول السنة لإمام أهل السنة أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رحمه الله تعالى 164-241 هـ
43097 مشاهدة
مقدمة المحقق

إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
أما بعد:
فهذه رسالة في أصول السُّنّة لإمام أهل السُّنّة أحمد بن حنبل -رحمه الله- وهي بحق أصول وقواعد لأهل السُّنّة.
وقد قام بشرحها فضيلة شيخنا العلامة عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين حفظه الله ورعاه؛ لأهميتها وحاجة طلاب العلم وعامة الناس إليها.
وقد تشرفت بطبع هذا الشرح دار الصميعي وفَّقها الله؛ وحيث إنه لم يُعتنَ بتخريج الآيات والأحاديث وضبط المتن على مخطوطات ونحو ذلك، فقد عزمتُ على الاعتناء بها وخدمتها عَلَّ الله أن ينفع بها، والله الموفق.

وكان عملي في الكتاب على النحو التالي:
1- اعتمدتُ في المتن على النسخة التي قام بتحقيقها الأخ المفضال الوليد بن محمد نبيه بن سيف النصر والتي قدم لها الشيخ محمد عيد عباسي .
2- اعتمدت في الشرح على النسخة التي نشرتها دار الصميعي، وقد طلبت من الشيخ الشارح أن يشرح بعض الجمل التي لم تشرح في النسخة المطبوعة.
3- عزوتُ الآيات إلى مواضعها في القرآن الكريم، كما خرَّجت الأحاديث من مصادرها قدر الإمكان.
4- قدمت للكتاب بترجمة مختصرة للإمام أحمد بن حنبل وقد اختصرتها من رسالة بعنوان (إمام الصابرين أحمد بن حنبل ) للشيخ عبد العزيز المسند ؛ ورسالة بعنوان: (نماذج من الدعاة الصالحين) للشيخ أبي بكر الجزائري .
5- صنعتُ مجموعة من الفهارس تخدم الكتاب، كفهرس للمراجع، وفهرس للآيات، وفهرس للأحاديث، وفهرس تفصيلي للموضوعات.
6- بعد الانتهاء من العمل في هذا الكتاب، قمتُ بعرضه على فضيلة الشيخ عبد الله بن جبرين (الشارح)، فقام وفَّقه الله بمراجعته وتصحيحه والتقديم له، وقد شرح الشيخ بعض الجمل التي لم تشرح في الطبعة السابقة.
هذا، وأسأل الله -تعالى- أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، وأن يكتبه في موازين حسناتنا إنه جواد كريم، وأن يجزي شيخنا خير الجزاء على ما قدَّم ويقدم، وأن ينفع بعلمه إنه سميع مجيب، وصلَّى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم.