إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه logo من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
shape
محاضرات في شرح نواقض الإسلام وكتاب الجنائز من صحيح البخاري
40499 مشاهدة print word pdf
line-top
من لم يكفر المشركين أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم

كذلك أيضا من النواقض (من لم يكفر المشركين، أو شك في كفرهم، أو صحح مذهبهم).
المشركون والكفار معروف أنهم خارجون من الإسلام، ليسوا من الإسلام في شيء؛ فلذلك نقول: إن الواجب على المسلم أن يعتقد خروجهم من الدين، وأن يعتقد أنهم كفار، وأنهم ليسوا على هدى، وليسوا على خير بل هم ضالون.
ومع الأسف نسمع كثيرا من الجهلة يمدحونهم، وربما يُصححون مذهبهم ويقولون: لهم دينهم، وهم على عقيدة، وهم على دين سماوي، ودينهم أقدم من دين المسلمين. وما أشبه ذلك، لا شك أن هذا إقرار للكفار على كفرهم، والواجب أن نعتقد بأن كل دين غير دين الإسلام فهو دين باطل وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ .
وهذا يحكم به على كل من خرج عن دائرة الإسلام، فمن لم يكفر الكفرة فإنه يعتبر مثلهم، حتى البدع المكفرة من لم يكفر أهلها فإنه يعتبر مثلهم، فالذين مثلا يعبدون الأموات، ويذبحون عندها، ويطوفون بالقبور، ويصلون عندهم ويدعونهم، ويزعمون أن هذا توسل ووساطة؛ من لم يكفرهم فإنه كافر.
والذين -مثلا- يكفرون الصحابة، ويطعنون في القرآن الذي هو كلام الله تعالى، ويردون ما جاء فيه من مدائح الصحابة رضي الله عنهم، ويردون السنة النبوية؛ يعتبر من لم يكفرهم مثلهم؛ حيث أنه حَسَّنَ ما هم عليه من العقيدة.
وكذلك أيضا من لم يكفر النفاة والمعطلة الذين عطلوا الرب سبحانه وتعالى عن صفات الكمال، والذين وصفوه بالنقائص والسلوب، من لم يكفرهم يعتبر مثلهم.
وكذلك من لم يكفر النصارى، من لم يكفر اليهود، من لم يكفر المنافقين الذين كفرهم الله تعالى، كل من حَسَّنَ ما هم عليه اعتبر قد أقر ما هم عليه؛ فيكون بذلك قد حسن الشرك والكفر ودعا إليه.
الواجب أن المسلم يتبرأ منهم ويبغضهم، قال الله تعالى عن إبراهيم الخليل قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ هكذا حكى الله عنهم، جميع الأنبياء هم أتباع لإبراهيم من كان قبله ومن كان بعده، أنهم قالوا لقومهم: إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ .
فكل من كفر قريبٌ أو بعيد، كل من أعلن الكفر أياً كان نوع الكفر؛ فالواجب عليك أن تكفره، وأن تظهر له المقت والاحتقار وأن تبغضه، وأن تتبرأ منه وتتبرأ من فعله، فإذا شككت في كفره فإنك شاك في ما أخبر الله تعالى به، ومن شك في خبر الله تعالى فقد طعن في الله، وطعن في رسوله.

line-bottom