إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) .
محاضرات في شرح نواقض الإسلام وكتاب الجنائز من صحيح البخاري
29381 مشاهدة
الإعراض عن دين الله تعالى لا يتعلمه ولا يعمل به

من النواقض أيضا (الإعراض عن دين الله تعالى لا يتعلمه ولا يعمل به) ومعنى ذلك أن بعضا من الناس يتمكن من العلم ولكن لا يعمل ولا يتعلم، يبقى على جهله، يدعى إلى التعلم: تَعَلَّمْ أركانَ الإسلام. لا حاجة، تَعَلَّم الطهارة. لا حاجة لي، تَعَلَّم الفاتحة. لا أريد ذلك، تعلَّمْ كيفية الصلاة. لا أريد ذلك، لا أريد أن أتعلمها، أو أنا منشغل بتجارتي، أنا منشغل بماشيتي، أنا منشغل بصناعتي، أنا منشغل بحرثي، أنا مهتم بدنياي.
لماذا لا تتعلم شرع الله؟ لماذا لا تتعلم القرآن الذي تصح به صلاتك؟ لماذا لا تتعلم الأحكام والحلال والحرام؟ إذا لم تتعلم فإنك تقع في الحرام، من لم يتعلمه وقع فيه.
الإعراض عن ذلك يعتبر ناقضا إذا كان متمكنا، والتمكن -والحمد لله- في هذه الأزمنة موجود؛ يعني ليس هناك حاجة إلى أن يتكلف ويقطع مسافات طويلة لأجل التعلم؛ بل يمكنه أن يتعلم في أطراف البلاد، وإذا اشتغل بماله وبتجارته وبحرثه ونحو ذلك، ولم يتعلم ما أمر الله به وما نهى عنه وما أنزله وما فرضه؛ اعتبر غير مهتم بشرع الله، ولا غير مهتم بدين الله، نحكم عليه بأنه قد انتقض دينه، قد أتى ناقضا من نواقض الإسلام. فهذه تسعة نواقض.