لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. logo    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا
shape
محاضرات في شرح نواقض الإسلام وكتاب الجنائز من صحيح البخاري
35615 مشاهدة print word pdf
line-top
باب: يبدأ بميامن الميت

وقال رحمه الله:
باب يبدأ بميامن الميت.
حدثنا علي بن عبد الله حدثنا إسماعيل بن إبراهيم حدثنا خالد عن حفصة بنت سيرين عن أم عطية رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في غسل ابنته: ابدأن بميامنها ومواضع الوضوء منها .


ذكرنا أن هذا من السنة في غسل الرجل أو المرأة ، فقوله: ابدأن بميامنها يفهم منه أنه يغسل الشق الأيمن أو الأعضاء اليمنى قبل الوضوء، لأنه قال: ومواضع الوضوء منها والمشهور أنه يبدأ بمواضع الوضوء.
فيبدأ بغسل أثر الفرجين، يعني يلف على يده خرقة، ويدخلها تحت السترة التي على عورته، فينجيه يعني يغسل قبله ودبره، فينظف ذلك مع كون العورة مستورة، يعني يستر من السرة إلى الركبة بقماش بلفافة، ويدخل يده تحت ذلك، تحت هذه الستارة وعليها لفافة ثم ينجيه، ثم بعد ذلك يبدأ بالمضمضة، ولكن ليس كمضمضة الحي، إنما يدخل إصبعه مبلولة بالماء، ويمسح أسنانه ولثته، وكذلك يدخل إصبعيه في منخريه وهما مبلولتين وينظفهما، لا يدخلهما الماء مخافة أن يحرك النجاسة في بطنه، ثم بعد ذلك يغسل وجهه ثلاثا يعني: يصب عليه ثم يدلك وجهه الذي يغسل في الوضوء، ثم يغسل ذراعه اليمنى من المرفق إلى رءوس الأصابع، ثم اليسرى كذلك، ثم يمسح برأسه كالمسح في الوضوء، وبأذنيه، ثم ينتقل فيغسل قدميه اليمنى ثم اليسرى، ثم بعد ذلك يبدأ بالغسل، فيغسل شق رأسه الأيمن، ثم شقه الأيسر، هذا هو الأفضل، وكذلك بقية أعضائه كما ذكرنا.
إذا فرغ من ذلك مرة أعاده، يعني بدأ من رأسه إلى رجليه يعتبر هذا غسلة، فيغسله بماء وسدر، يخلط السدر بالماء حتى يكون منظفا لما عليه من الأوساخ أو ما أشبه ذلك، ويجعل في الغسلة الأخيرة كافورا، الكافور الأبيض إنه يسحق ثم يخلط بالماء، وذلك لأنه يصلب الأعضاء، حتى لا تسترخي مفاصله، يصلبها ويصلب جسده حتى لا يسترخي عند حمله وتكفينه، ثم بعد ذلك بعد ما ينتهى من غسله لا بأس أن ينشف، ينشف حتى لا تبتل الأكفان برطوبته، قبل أن يوضع على الأكفان ينشف بثوب، ثم بعد ذلك يوضع على الأكفان.
فإذا كفن الكفن الأول الذي يلي جسده وسترت عورته نزعت الستارة التي كانت قد جعلت على عورته، ثم رد عليه أيضا الكفن الثاني، ثم الثالث، ثم بعد ذلك يربطونها بالرباطات والخيوط المعتادة، رباطا فوق رأسه، ويجعل ما فضل فوق رأسه ويلف عليه، والثانية على رقبته، والثالثة على صدره، والرابعة على حقويه، والخامسة على فخذيه، والسادسة على ساقيه، والسابعة وراء قدميه، يعني هذه الخيوط يندب أن تكون سبعا، وإذا وضع في القبر فإنها تحل عقدها؛ لأن الأصل أنه ينتفخ، إذا وضع في القبر هناك أياما ينتفخ كثيرا؛ فتكون الأكفان قد انحلت عنه، هذا هو التكفين الكامل والغسل الكامل .

line-bottom