إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. logo الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به)
shape
محاضرات في شرح نواقض الإسلام وكتاب الجنائز من صحيح البخاري
41658 مشاهدة print word pdf
line-top
باب: يجعل الكافور في آخر التغسيل

باب: يجعل الكافور في الأخيرة.
حدثنا حامد بن عمر حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن محمد عن أم عطية قالت: توفيت إحدى بنات النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فخرج فقال: اغسلنها ثلاثا أو خمسا أو أكثر من ذلك -إن رأيتن- بماء وسدر، واجعلن في الأخيرة كافورا أو شيئا من كافور، فإذا فرغتن فآذنني، قالت: فلما فرغنا آذناه، فألقى إلينا حقوه، فقال: أشعرنها إياه .
وعن أيوب عن حفصة عن أم عطية رضي الله عنها بنحوه وقالت: إنه قال: اغسلنها ثلاثا أو خمسا أو سبعا أو أكثر من ذلك إن رأيتن .
قالت حفصة قالت أم عطية رضي الله عنها: وجعلنا رأسها ثلاثة قرون .


هكذا جاء في هذه الروايات في تغسيل ابنته صلى الله عليه وسلم، فقوله: اغسلنها ثلاثا أو خمسا في رواية: أو سبعا ثم قال: أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك تكرار الغسل إذا كان البدن متسخا ، قد يكون ذلك في ما إذا كان المريض طال مرضه وملازمته للفراش فاتسخ بدنه، وكان عليه وسخ كثير قد لا يزول في الغسلة الأولى ولا الثانية ولا الثالثة ولا الرابعة، فيكرر إلى أن يظهر أنه تنظف، ويختم بوتر، أي تجعل الغسلات وترا، ويجعل في الأخيرة كافورا أو شيئا من الكافور، وهو هذا الأبيض الذي يوجد في بعض البقالات وفي أماكن العطورات ونحوها، يسحق حتى يذوب ثم يخلط بالماء؛ لأنه يصلب الأعضاء.
كذلك جاء في الحديث أنه أمرهم أن يبدأن بالميامن وبمواضع الوضوء، كل ذلك تعليم منه لكيفية التغسيل. نعم.

line-bottom