القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره.
محاضرات في شرح نواقض الإسلام وكتاب الجنائز من صحيح البخاري
30253 مشاهدة
مظاهرة المشركين على المسلمين

ذكر من النواقض: (مظاهرة المشركين على المسلمين) يعني: معاونة المشركين والكفار وإمدادهم بقوة على المسلمين، ولو كان يدعي الإسلام، ولو كان يتلفظ بالشهادة، فإذا عرف أن إنسانا يعين الكفار إذا قاتلوا المسلمين أو أوقعوا بالمسلمين وقيعة أيا كان أولئك المسلمون، يعين الكافر، ويسدده ويمدحه، ويحسن فعله وهو يبطش بالمسلمين؛ فمثل هذا قد أقر هذا الكافر على عذابه للمؤمنين؛ فيعتبر قد صار مثله، مظاهرة المشركين.
وكذلك أيضا موالاتهم قال الله تعالى: لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ هكذا أخبر الله تعالى بأنهم إذا تولاهم وأعانهم وساعدهم وأعانهم على ما عليه، أو أعانهم على قتال المسلمين، على قتال المسلم، وعلى البطش بالمسلمين، أو أمدهم بأسلحة، أو قوَّاهم، أو ساعدهم بنوع من المساعدة؛ اعتبر مثلهم، فيكون كافرا مثلهم.
وذلك لأن هذا دليل على أنه يحب المشركين ويبغض المؤمنين، لماذا؟ لأنه أحب هؤلاء وفضل دينهم، وأبغض هؤلاء ومقت دينهم، ولو شهد الشهادتين، ولو صلى، ولو تصدق، ولو ذكر الله، ولو دعا الله، ولو قرأ القرآن، ولو احترم كتاب الله؛ فإن فعله هذا يُكذب قوله. هذا من نواقض الإسلام.