إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك.
محاضرات في شرح نواقض الإسلام وكتاب الجنائز من صحيح البخاري
30270 مشاهدة
باب: يجعل الكافور في آخر التغسيل

باب: يجعل الكافور في الأخيرة.
حدثنا حامد بن عمر حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن محمد عن أم عطية قالت: توفيت إحدى بنات النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فخرج فقال: اغسلنها ثلاثا أو خمسا أو أكثر من ذلك -إن رأيتن- بماء وسدر، واجعلن في الأخيرة كافورا أو شيئا من كافور، فإذا فرغتن فآذنني، قالت: فلما فرغنا آذناه، فألقى إلينا حقوه، فقال: أشعرنها إياه .
وعن أيوب عن حفصة عن أم عطية رضي الله عنها بنحوه وقالت: إنه قال: اغسلنها ثلاثا أو خمسا أو سبعا أو أكثر من ذلك إن رأيتن .
قالت حفصة قالت أم عطية رضي الله عنها: وجعلنا رأسها ثلاثة قرون .


هكذا جاء في هذه الروايات في تغسيل ابنته صلى الله عليه وسلم، فقوله: اغسلنها ثلاثا أو خمسا في رواية: أو سبعا ثم قال: أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك تكرار الغسل إذا كان البدن متسخا ، قد يكون ذلك في ما إذا كان المريض طال مرضه وملازمته للفراش فاتسخ بدنه، وكان عليه وسخ كثير قد لا يزول في الغسلة الأولى ولا الثانية ولا الثالثة ولا الرابعة، فيكرر إلى أن يظهر أنه تنظف، ويختم بوتر، أي تجعل الغسلات وترا، ويجعل في الأخيرة كافورا أو شيئا من الكافور، وهو هذا الأبيض الذي يوجد في بعض البقالات وفي أماكن العطورات ونحوها، يسحق حتى يذوب ثم يخلط بالماء؛ لأنه يصلب الأعضاء.
كذلك جاء في الحديث أنه أمرهم أن يبدأن بالميامن وبمواضع الوضوء، كل ذلك تعليم منه لكيفية التغسيل. نعم.