عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر.
أسماء الله وصفاته
25527 مشاهدة
أقسام التوحيد

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، صلى الله وسلم على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
درسنا في توحيد الأسماء والصفات، نتكلم على هذا القسم بما يسر الله تعالى دون أن نتقيد بموضوع أو بكتاب معين؛ وذلك لأن ترتيب الكتب التي ألفت يختلف، إذ كل منهم -من الذين ألفوا- قدم أحيانا، وقد أخر أحيانا؛ فلأجل ذلك نبدأ في هذا اليوم بمقدمة، وفي الأيام الآتية نأخذ كل يوم صفة من الصفات، يعني: مثل صفة العلو والاستواء، والصفات الذاتية، والصفات الفعلية، وكذلك من الصفات أيضا إثبات الرؤية، وهذه أمثلة من العلوم من كل مثال درس يومي، أو بعض يوم.
والآن نبدأ في المقدمة.
قسم العلماء التوحيد إلى ثلاثة أقسام: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات.
توحيد الربوبية: الاعتقاد بأن الله هو الخالق الرازق، وأنه رب العالمين، وأنه المتصرف في الكون، وأنه مالك للملك، وهذا هو التوحيد الذي أقر به المشركون، ولم ينفعهم ولم يعصم دماءهم وأموالهم.
توحيد الألوهية: هو صرف جميع أنواع العبادة لله وحده، وترك عبادة ما سواه، وهذا التوحيد هو الذي بعثت به الرسل، وأنزلت به الكتب، وهو الذي لأجله شرع الجهاد والقتال في سبيل الله، وهو الذي حصل فيه النزاع بين المشركين وبين رسلهم.
أما توحيد الأسماء والصفات: فهو إثبات صفات الله تعالى على ما يليق به بحسب ما ورد في الأدلة، ونفي التشبيه عنها، وإثبات كل صفة جاء الدليل لإثباتها؛ فهذا التوحيد قد أثبت بعضه المشركون، ولم يكن عندهم فيه شيء من التفاصيل ولكن حصل النزاع فيه من بعض المبتدعة الذين أنكروا بعضه، أو أنكروا جميع الصفات، وصاروا يجادلون في صفات الله تعالى، يبالغون في إنكارها، وسبب ذلك؛ إما تحكيم عقولهم، العقول الفاسدة التي جعلوها معيارا لما يثبت من الأسماء والصفات، مع تفاوتهم واختلافهم، وإما التشكيك في إثباتها بسبب ما تلقوه من الكتب التي ترجمت من اللغات اليونانية إلى اللغة العربية، وقرأها الكثيرون، فوقعوا في حيرة، فكان في ذلك سبب كبير في وقوع هذا الإنكار، وهذا الاعتقاد السيئ الذي حصل من كثير من المسلمين بسبب سماعهم وإصغائهم، وقراءتهم لتلك الكتب التي تشبه على من سمعها، وعلى من قرأ فيها.