الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. logo لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره.
shape
الفتاوى الشرعية في المسائل الطبية (الجزء الأول)
131675 مشاهدة print word pdf
line-top
أرجو توجيهي وإرشادي في حالتي الصحية من الناحية الشرعية

س: فضيلة الشيخ عبد الله الجبرين عضو الإفتاء -سلمه الله- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا رجل قريب من أربعين سنة من عمري، متزوج ولي أولاد، وكنت بصحة جيدة وقبل ست سنوات شعرت بمرض فقمت بمراجعة المستشفيات المتخصصة، وعملت لي فحوصات طبية عامة، وخرجت منها بتقارير بأنني غير مريض، وذهبت إلى القراء وأخذت منهم الماء المقري فيها والعزايم، ولكن دون جدوى، وذهبت إلى الأطباء النفسانيين المتخصصين في مستشفيات النفسية وقالوا لي بأنك مصاب بوسوسة وصدقتهم وقد آلمني كلامهم هذا، وأصبحت أفكر فيه ولا أنسى هذا الكلام، وأصبحت كثير الجدل مع نفسي، وقد تطورت أعراضه، وأصبحت صحتي تتردى، وفي الأخير فكرت في تكذيب هذا، وأصبحت بين الوهم والحقيقة، أرجو إرشادي وتوجيهي من الناحية الشرعية حيث إنني لا أعرف في الفقه كثيرا ولكنني أحب الدين وأهله ومقيم للصلاة وبار في والدي، جزاكم الله عني خيرا. كما أن التفكير الذي ذكرته يا فضيلة الشيخ وصل إلى حد أتخيل إنني من الأشقياء، وإلى إنني أقول: إني غير مؤمن، كما أن الأطباء يقولون بأنه يوجد تفكير إجباري، ولا أقدر الامتناع عنه حتى لو كان هذا التفكير غير صحيح ويسمونه ( الوسواس القهري )، أفتوني ما صحة كلامهم هذا؟ وإنني كلما انتهيت من مشكلة في هذا الشيء اندرجت إلى تفكير آخر، حيث إن كلام الأطباء كثير. هل هذا من الشيطان أو مرض مثلما قال الأطباء؟ أريد فتوى كاملة، وإن كان هذا مرض من الشيطان، فما علاج الشرع في ذلك؟
ج: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد: هذه الوساوس من الشيطان تعرض لكثير من الناس حتى يشك في نفسه، وفي دينه وفي إيمانه، فالشيطان يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس، ولا شك أن العلاج الوحيد هو دفع تلك الوسوسة وإبعادها عن النفس حتى تريح نفسك، وتستحضر أنك مؤمن بالله ومن المؤمنين، ولست من الأشقياء ولم تعمل ما يوقع في هذا الشك والتوقف، وإن الله تعالى لا يعاقب على حديث النفس ولا على الخيالات والتوهمات، وقد وقع مثل هذا لأصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأخبروا بذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة وأمر من خطرت له هذه الوساوس أن يستعيذ بالله، وينتهي عن ذكره هذه الأمور، ويشغل نفسه بالعلوم النافعة المفيدة وقراءة القرآن بالتدبر، وبكثرة ذكر الله وشكره ودعائه والاستغفار والتوبة والاستعاذة من الشيطان الرجيم، وعليك بدفع هذه الوساوس كلما خطرت ببالك، واعلم أنها من الشيطان يريد أن يشق عليك حتى تمل من هذه الحياة أو تشك في دينك، وتكفر بربها فلا تطع الشيطان حتى ترجع إليك راحتك وطمأنينتك وحياتك الطيبة، والله أعلم، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.

line-bottom