شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة logo الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع.
shape
التعليقات الزكية على العقيدة الواسطية الجزء الثاني
63431 مشاهدة print word pdf
line-top
4- إثبات صفة العجب

[ وقوله: عجب ربنا من قنوط عباده وقرب غِيَرِهِ، ينظر إليكم أزلين قنطين، فيظل يضحك يعلم أن فرجكم قريب] .


(الشرح) قوله: (وقوله: عجب ربنا من قنوط عباده وقرب غِيَرِهِ... ):
في هذا الحديث إثبات صفة العجب وهي من الصفات الفعلية التي وردت بها الأدلة، كهذا الحديث، وحديث : عجب ربك من الشاب ليست له صبوة .
واستدل عليه بقوله تعالى: وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ [ الرعد: 5] الآية، وبقوله تعالى: بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ [ الصافات: 12] وفيها قراءتان سبعيتان بفتح التاء وضمها، ولا شك أن قراءة الضم ثابتة مقروء بها، وفيها الدلالة على إثبات صفة العجب لله تعالى، كما يشاء وكما يليق به، وليس كعجب المخلوق.

ولا يجوز إنكار الصفات التي وردت في الأدلة الصحيحة من الكتاب والسنة، اعتمادًا على قواعد أهل الكلام، من أن ذلك يستلزم حلول الحوادث بالله تعالى، أو أنه يلزم منه تجدد شيء لم يكن متصفًا به، ونحو ذلك من التقديرات التي يفترضونها، وتكون عندهم أدلة عقلية مسلمة، يردون لأجلها النصوص الصحيحة، أو يحملونها على محامل بعيدة، ويتأولونها بصفات أخرى لا تناسبها.
فصفة العجب في المخلوق هي حدوث أمر عجيب غريب، يدهش الناظر إليه، ويعجب له، والله تعالى يعجب كما يشاء، منه عجبه من قنوط العباد من رحمته مع قرب غِيَرِهِ، أي تغييره أحوالهم من حسن إلى أحسن، أو من سيئ إلى حسن، فعليهم أن يحسنوا ظنهم بربهم حتى يرحمهم فهو أرحم الراحمين.

line-bottom