لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. logo قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.
shape
التعليقات الزكية على العقيدة الواسطية الجزء الثاني
63154 مشاهدة print word pdf
line-top
3- وسطية أهل السنة في باب وعيد الله بين المرجئة والوعيدية

[ وفي باب وعيد الله بين المرجئة والوعيدية من القدرية وغيرهم ] .


(الشرح)قوله: (وهم وسط في باب وعيد الله بين المرجئة والوعيدية من القدرية وغيرهم ):
وكذلك في باب وعيد الله انقسم الناس إلى أقسام:
* قسم قالوا: العصاة الذين يموتون على المعصية في النار ولا يخرجون منها، ولا تغفر ذنوبهم إذا ماتوا وهم مُصرون عليها، ولو كانت ذنوبهم دون الشرك، فلن يغفر لهم بل هم مخلدون في النار، وهذا قول الخوارج الحرورية، وقول المعتزلة الذين يخلدون بالكبائر.
* القسم الثاني: المرجئة، الذين يقولون: لا يضر مع التوحيد ذنب إذا كنت موحدا فأكثر من الذنوب، ولا تضرك كبائرها وصغائرها، ما دام أنك موحد، فكثر من الذنوب وليس عليك منها ضرر، وفي ذلك يقول شاعرهم:
وكثر ما استطعت من الخطايا إذا كـان القـدوم على كريم

فطائفتا المرجئة والوعيدية في طرفي نقيض، هؤلاء يقولون: الذنب يخلد به في النار، وهؤلاء يقولون: الذنوب ولو كثرت لا تضر.
*وتوسط أهل السنة وقالوا: الذنوب التي هي دون الشرك مُتَوَعَّد عليها، فتارة يغفرها الله إذا شاء، وتارة يدخل أصحابها في النار ويعذبهم بقدر ذنوبهم، ثم يخرجهم منها إذا شاء، وهذا هو القول الوسط؛ وهو أنهم لا يخلدون في النار كقول المعتزلة والحرورية، ولا يحكم لهم بالنجاة، فيقال: أكثروا منها ولا تضركم كقول المرجئة، بل يخاف عليهم ويرجى لهم.

line-bottom